تكبدت الأسهم الأمريكية خسائر حادة بتداولات أمس الثلاثاء، ليسجل مؤشر ستاندرد آند بورز أسوأ أداء يومي له منذ ستة أسابيع، بعد أن صدم تقرير التصنيع الذي جاء أضعف من التوقعات المعنويات المتفائلة في وول ستريت، حيث أظهرت البيانات وصول قطاع التصنيع لأسوأ مستوياته منذ عام 2009، ليكون ذلك أكبر شاهد على تأثير الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي أدت إلى تراجع المصانع والمصدرين بسبب ضعف النمو الاقتصادي العالمي.
أداء المؤشرات:
- هبط مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) ليتكبد خسائر بلغت نسبتها -1.28% ليضيف المؤشر إليه -343.79 نقطة، ليستقر المؤشر عند إغلاقه على مستوى 26,573.04.
- وانخفض أيضاً مؤشر إس آند بي 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليسجل خسائر بلغت نسبتها -1.23% بما يعادل -36.49 نقطة، ليستقر بنهاية تداولاته على مستوى 2,940.25.
- كما تراجع كذلك مؤشر مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100) ليسجل خسائر بلغت نسبته -0.84% بما يعادل -65.31 نقطة، ويغلق مستقراً على مستوى 7,684.14.
انخفض أمس مؤشر الصناعات التحويلية التابع لمعهد إدارة التوريد في سبتمبر (أيلول) 47.8٪، بانخفاض عن قراءته السابقة بنحو 49.1٪ في يوليو (تموز)، وجاء أقل من 50.2٪ الذي توقعه الاقتصاديون، أي قراءة أقل من 50٪ تشير إلى انكماش القطاع، كما أظهرت البيانات الاقتصادية أن الطلبيات الجديدة للسلع المصنعة انخفضت للشهر الثاني على التوالي وإن كانت بوتيرة أبطأ قليلاً، في حين جاء المكون الفرعي لطلبات التصدير في الاستطلاع بنسبة 41٪، وهو أدنى مستوى منذ مارس 2009، بسبب رفع التعريفات الأمريكية والصينية ما تسبب عن ضعف القطاع.
وقالت منظمة التجارة العالمية يوم أمس الثلاثاء إن تدفقات التجارة هذا العام من المقرر أن تزداد بوتيرة أضعف منذ الأزمة المالية في عام 2008 التي أدت إلى ركود الاقتصاد العالمي.
ومن المقرر أن تعقد الولايات المتحدة والصين محادثات في منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول)، في محاولة لإحراز تقدم في حل النزاع التجاري المستمر، والذي ظل قائما منذ ما يقرب من عامين، وفي الوقت نفسه أفادت التقارير أن الصين اشترت نحو مليون طن آخر من فول الصويا من الولايات المتحدة، على الرغم من أن صادرات المزارع الأمريكية انخفضت بنحو 7٪ عن عام 2018، حيث يواجه المزارعون في الغرب الأوسط الأمريكي أصعب الظروف منذ الثمانينيات نتيجة لذلك.
ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باللوم على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في الضعف في قطاع الصناعات التحويلية، مما يشير إلى أن تقاعس البنك المركزي كان مسئولا عن الدولار القوي وبيئة أكثر صعوبة للمصدرين الأمريكيين، لترتفع التوقعات بخفض أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث يقوم المتداولون في سوق العقود الآجلة لصندوق الاحتياطي الفيدرالي أمس بتقدير فرصة بنسبة 65٪ لخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة في 30 أكتوبر (تشرين الأول)، مقارنة بنسبة 40٪ في اليوم السابق.
وفي بيانات اقتصادية أخرى أفادت وزارة التجارة الأمريكية أن الإنفاق على مشاريع البناء في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 0.1٪ في أغسطس (آب)، بمعدل سنوي معدل موسميا قدره 1.29 تريليون دولار، أقل من الزيادة بنسبة 0.4٪ التي توقعها الاقتصاديون الذين شملهم استطلاع السوق.
ومع ذلك قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو تشارلز إيفانز في وقت سابق أمس، إن التخفيضات الأخيرة في أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأمريكي ساعدت في الحفاظ على التوسع الاقتصادي الآن في عامه الحادي عشر القياسي، على الرغم من الرياح المعاكسة التي يعاني منها الاقتصاد من النزاع التجاري الصيني الأمريكي المطول، وقدر إيفانز أن النمو الاقتصادي السنوي يجب أن يكون حوالي 2.25٪ في عام 2019، والذي وصفه بأنه "رقم قوي لأنه يتجاوز وجهة نظره لمعدل النمو المحتمل على المدى الطويل للاقتصاد.
بشكل منفصل تواصل الأسواق الاهتمام بالتطورات المتعلقة بالتحقيق في قضية ترامب، بعد أن ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن وزير الخارجية مايك بومبو استمع في مكالمة هاتفية يوم 25 يوليو (تموز) بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وهو كشف يربط وزارة الخارجية بالمزيد من القرب في التحقيق أمام مجلس النواب.
التحليل التقني لمؤشر ستاندرد آند بورز 500- المؤشر يستنفذ فرصه الإيجابية
إنزلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 انخفاضاً في آخر جلساته، ليسجل خسائر بلغت نسبتها -1.23% بما يعادل -36.49 نقطة، ليستقر بنهاية تداولاته على مستوى 2,940.25.
ليستند المؤشر بهذا الانخفاض إلى دعم متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، في ظل تداولاته بمحاذاة خط اتجاه رئيسي صاعد على المدى المتوسط، كما هو موضح بالرسم البياني أعلاه لفترة زمنية (يومية)، ليستنفذ المؤشر فرصه الإيجابية التي قد تساعده على التعافي والارتفاع من جديد، وينخفض المؤشر وسط توارد الإشارات السلبية بمؤشرات القوة النسبية، رغم وصولها لمناطق شديدة التشبع بعمليات البيع، بصورة مبالغ فيها مقارنة بحركة المؤشر.
مازالت توقعاتنا ترجح عودة ارتفاع المؤشر بتداولاته القادمة على المدى القصير، ولكن عليه أولاً قبل التأكيد على صعوده عودة الاستقرار اعلى مستوى 2,960.7، ليستهدف بعدها مستوى المقاومة المحوري 3,100.00.