صعدت الأسهم الأمريكية بتداولات أمس الخميس، لتتعافى من خسائر استمرت يومين متتاليين، حيث راهن المستثمرون على أن البيانات الاقتصادية التي صدرت هذا الأسبوع تشير إلى تباطؤ الاقتصاد المحلي، مما سيؤدي إلى تحفيز مجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة هذا العام باجتماعه القادم في أواخر أكتوبر (تشرين الأول).
أداء المؤشرات:
- صعد مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) ليحقق أرباحاً بلغت نسبتها 0.47% ليضيف المؤشر إليه 122.42 نقطة ، ليستقر المؤشر عند إغلاقه على مستوى 26,201.04.
- وارتفع أيضاً مؤشر إس آند بي 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليحقق أرباحاً بلغت نسبتها 0.80% بما يعادل 23.02 نقطة، ليستقر بنهاية تداولاته على مستوى 2,910.63.
- كما تراجع كذلك مؤشر مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100) ليسجل خسائر بلغت نسبته 1.16% بما يعادل 87.61 نقطة، ويغلق مستقراً على مستوى 7,638.40.
سجل أمس الخميس مؤشر معهد إدارة التوريد لقطاع الخدمات الصحية الأمريكي قراءة بنحو 52.6٪ في سبتمبر (أيلول)، منخفضًا من 56.4٪ في أغسطس (آب)، وهى أدنى قراءة منذ أغسطس عام 2016، مما يشير إلى أن النمو يتباطأ بوتيرة أسرع مما كان متوقعاً، وتشير قراءة فوق 50 نقطة إلى نمو في قطاع الخدمات الذي يشكل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي بالولايات المتحدة، وذلك بعد يومين فقط من مسح ISM لقطاع الصناعات التحويلية الأمريكي الذي أظهر انكماش القطاع للشهر الثاني على التوالي.
ونتيجة لذلك راهن المستثمرون على فرص خفض سعر الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي باجتماعه القادم في أواخر شهر أكتوبر (تشرين الأول)، حيث بلغت تقديرات التوقعات الآن نحو 90.3٪، ارتفاعًا من 77٪ يوم الأربعاء الماضي و 49٪ قبل أسبوع.
وفي بيانات أخرى قدرت وزارة العمل أن عدد الأميركيين المتقدمين للحصول على إعانات البطالة الجديدة ارتفع إلى أعلى مستوى في شهر واحد بنحو 219 ألف طلب، وذلك للأسبوع الماضي المنتهي في 28 سبتمبر (أيلول)، لتزداد بمقدار 4 آلاف طلب عن الأسبوع السابق، وتم تنقيح قراءة الأسبوع السابق بزيادة قدرها ألفين طلب عن المعلن عنه، ومع ذلك يحتمل أن يكون الإضراب الذي دام ثلاثة أسابيع في شركة جنرال موتورز تأثيراً على قراءة المؤشر، على الرغم من أن عدد مطالبات العاطلين عن العمل تبقى بالقرب من أدنى مستوياتها التاريخية.
وقالت وزارة التجارة الأمريكية أمس الخميس إن طلبيات المصانع تراجعت 0.1% بعد أن زادت 1.4% في يوليو (تموز)، بعدما توقع الاقتصاديون تراجع الطلبيات بنحو 0.2% في أغسطس (آب).
يوم الأربعاء أظهر تقرير الوظائف بالقطاع الخاص الغير زراعية قراءة متواضعة في سبتمبر (أيلول) بخلق نحو 135 ألف وظيفة بعد قراءة سابقة بلغت 157 ألف وظيفة وكانت قراءة منقحة من 195 ألف وظيفة، لكن المستثمرين يركزون الآن على تقرير التوظيف بوزارة العمل الأمريكية لشهر سبتمبر (أيلول) والذي سيصدر في وقت لاحق من اليوم الجمعة، حيث يتوقع الاقتصاديون أن تضيف الولايات المتحدة 147 ألف وظيفة جديدة الشهر الماضي، أعلى من الزيادة الأولية البالغة 130 ألف في أغسطس (آب).
كما كان المستثمرون يستوعبون الأنباء التي تفيد بأن الولايات المتحدة ستفرض حوالي 7.5 مليار دولار رسوم استيراد جديدة على البضائع القادمة من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الطائرات النفاثة والويسكي الأيرلندي والسكوتش والجبن والأدوات اليدوية، ومن المنتظر أن تبدأ في وقت لاحق من هذا الشهر، بعد أن فازت الولايات المتحدة بدعم منظمة التجارة العالمية يوم الأربعاء، ومن المقرر استئناف المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة في منتصف شهر أكتوبر لحل النزاع المستمر منذ عامين بين أكبر اقتصادين في العالم مما أدى إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، حيث قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس إن وفدا من الصين سيأتي إلى الولايات المتحدة الأسبوع القادم لإجراء المزيد من محادثات التجارة، وأضاف ترامب إنه إذا لم تفعل الصين ما تريده الولايات المتحدة، عندئذ فإن واشنطن لديها الكثير من الخيارات الأخرى "لدي الكثير من الخيارات بشأن الصين. لكن إذا لم يفعلوا ما نريده، فإن لدينا قوة هائلة".
التحليل التقني لمؤشر إس آند بي 500- المؤشر يحاول تعويض بعضاً من خسائره
بعد انخفاض مؤشر إس آند بي 500 في آخر جلساته ليسجل أدنى مستوياته في أكثر من شهر، ارتد المؤشر بعدها صعوداً ليحول خسائره تلك إلى أرباح في نهاية تداولاته، ليحقق أرباحاً بلغت نسبتها 0.80% بما يعادل 23.02 نقطة، ويستقر بنهاية تداولاته على مستوى 2,910.63.
ليحاول المؤشر بهذا الارتفاع تعويض بعض خسائره التي مني بها بتداولات المدى القصير، وفي نفس الوقت يحاول أيضاً تصريف تشبعه البيعي الواضح بمؤشرات القوة النسبية، في ظل تأثره بكسر خط اتجاه رئيسي صاعد على المدى المتوسط كما هو موضح بالرسم البياني أعلاه لفترة زمنية (يومية)، مع معاناته من الضغط السلبي لمتوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة.
تشير توقعاتنا إلى ترجيح سيناريو عودة انخفاض المؤشر بتداولاته القادمة على المدى القصير، طيلة ثبات المقاومة 2,938.7، ليستهدف مستوى الدعم المحوري 2,815.2.