تراجعت الأسهم الأمريكية بتداولات أمس الاثنين، بعد هجوم في عطلة نهاية الأسبوع على مرافق إنتاج النفط في المملكة العربية السعودية مما أدى إلى زعزعة استقرار الأسواق العالمية، وأوقف سلسلة ارتفاعات متتالية لمؤشر داو جونز استمرت لثمانية جلسات، في المقابل دفع ذلك أسعار النفط الخام نحو الارتفاع، لتتراجع الأسهم بعد أن كانت على شفا تحقيق مستويات قياسية جديدة قبل اجتماعات البنك الاحتياطي الفيدرالي التي ينتظرها المستثمرون بفارغ الصبر، وسط توقعات واسعة بخفض جديد لأسعار الفائدة.
أداء المؤشرات:
- تراجع مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) ليسجل خسائر بلغت نسبتها -0.52% ليضيف المؤشر إليه -142.70 نقطة، ويستقر عند إغلاقه على مستوى 27,076.82.
- وانخفض أيضاً مؤشر إس آند بي 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليسجل خسائر بلغت نسبتها -0.31% بما يعادل -9.43 نقطة، ويستقر بنهاية تداولاته على مستوى 2,997.96.
- بينما هبط مؤشر مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100) ليسجل خسائر بلغت نسبته -0.51% بما يعادل -40.54 نقطة، ويغلق مستقراً على مستوى 7,852.41.
ركزت وول ستريت على الهجوم الذي تعرضت له منشآت إنتاج النفط السعودية يوم السبت، مما أدى إلى توقف 5.7 مليون برميل من الإنتاج اليومي (نصف إنتاج المملكة)، وهو ما يمثل حوالي 5 ٪ من إنتاج النفط في العالم، حيث يقول الخبراء إن ارتفاع أسعار النفط من شأنه أن يعمل على تعطيل الاقتصاد العالمي إذا استمر في الصعود، في الوقت الذي أظهرت فيه الاقتصادات العالمية الكبرى بما فيها الصين وهي أكبر مستورد للنفط الخام علامات على تراجع اقتصادها.
يوم الأحد قال الرئيس دونالد ترامب إنه أذن بالإفراج عن الاحتياطي الاستراتيجي من النفط الخام إذا لزم الأمر للتخفيف من أي زيادات في الأسعار، حيث تحتفظ الولايات المتحدة بحوالي 630 مليون برميل من النفط في الاحتياطيات، والتي تعتبر أكبر مخزون من النفط الخام، ومع ذلك يشعر المستثمرون بالقلق بشأن مدة تعطل انتاج النفط في المملكة العربية السعودية، وإمكانية حدوث المزيد من التصعيد بين المملكة والمسئولين عن هجوم السبت على مصنع بقيق وحقل خريص النفطي، وقد أعلن متمردو الحوثي مسؤوليتهم عن الهجوم، لكن الولايات المتحدة ألقت باللوم على إيران، وقد نفت طهران تلك الاتهامات بقوة.
لتعود بذلك التوترات بين الولايات المتحدة وإيران على السطح، بعد النزاع الذي اندلع بينهما عقب انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران وفرضه لعقوبات جديدة على صادراتها النفطية، ومع ذلك بدا بعض الاستراتيجيين متفائلين بعض الشيء حول تأثير الدراما في الشرق الأوسط على الأسواق الأمريكية، فوضع السوق الآن ليس كما قبل ونفط السعودية اليوم لا يشكل الأهمية الكبيرة التي كان يشكلها في السابق، بعد ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة من الخام لمستويات قياسية وبوتيرة متصاعدة.
في الوقت الذي يتطلع فيه المستثمرون إلى اجتماع لجنة تحديد أسعار الفائدة التابعة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، والتي تبدأ اليوم الثلاثاء وتختتم يوم الأربعاء، ليعلن بعدها رئيس البنك المركزي السيد جيروم باول قرار السياسة النقدية الأخير للبنك المركزي، وتشير التوقعات أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة للمرة الثانية هذا العام، بمقدار ربع نقطة مئوية إلى ما بين 1.75 ٪ و 2 ٪، بالرغم من تقلص تلك التوقعات بعد بيانات نمو أسعار المستهلكين القوية ومبيعات التجزئة الصادرة الأسبوع الماضي، والتي تشير إلى قوة وثبات الاقتصاد الأمريكي.
التحليل التقني لمؤشر داو جونز الصناعي الأمريكي- المؤشر في هدنة لالتقاط الأنفاس
هبط مؤشر داو جونز بتداولاته الأخيرة علىا لمستويات اللحظية، ليسجل خسائر بلغت نسبتها -0.52% ليضيف المؤشر إليه -142.70 نقطة، ويستقر عند إغلاقه على مستوى 27,076.82.
ليحاول المؤشر بهذا الانخفاض جني أرباح ارتفاعاته السابقة بالمدى القصير، ليكتسب بعضاً من الزخم الإيجابي الذي سيساعده على مواصلة تلك الارتفاعات، وفي الوقت ذاته يحاول تصريف تشبعه الشرائي الواضح بمؤشرات القوة النسبية، في ظل سيطرة الاتجاه الرئيسي الصاعد بالمدى المتوسط والقصير وبمحاذاة خط اتجاه مثلما هو موضح بالرسم البياني أعلاه لفترة زمنية (يومية)، مع تداولاته أعلى متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، مما يشكل مزيداً من الضغط الإيجابي على تداولاته القادمة.
يستهدف المؤشر مهاجمة مستوى المقاومة المحوري والقياسي 27,398.7، لهذا فتوقعاتنا تشير إلى ارتفاعه بتداولاته القادمة على المدى القصير، ليستهدف تلك المقاومة ومهاجمتها وذلك طيلة ثبات مستوى الدعم 26,680.6.