أغلقت الأسهم الأمريكية جلسة يوم الخميس على تباين، وسط تجاذب بين تخوفات المستثمرين من اقتراب شبح الركود الاقتصادي وبين صدور بيانات إيجابية لمبيعات التجزئة الأمريكية، وارتباط ذلك باستقرار الاقتصاد طالما ظل المستهلكون يتسوقون، فقد أغلقت المؤشرات الرئيسية الثلاثة ليست يبعيدة عن سعر الافتتاح، واستمرت عوائد سندات الخزانة بالانخفاض عقب هبوط العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات دون عائد السندات لأجل عامين، في الوقت الذي جددت فيه الصين تعهدها بالانتقام من التعريفات الأمريكية، ومع ذلك فإن الإنفاق الاستهلاكي القوي على تجار التجزئة قد أعطى السوق مهلة كان في أمس الحاجة إليها.
أداء المؤشرات:
- صعد مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) ليحقق أرباحاً طفيفة بلغت نسبتها 0.39% بما يعادل 99.97 نقطة، ويستقر عند مستوى 25,579.39.
- كما ارتفع أيضاً مؤشر إس آند بي 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً بنسبة بلغت 0.25% بما يعادل 7.00 نقطة، ويستقر بنهاية تداولاته على مستوى 2,847.60.
- في المقابل تراجع مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100) ليسجل خسائر طفيفة بلغت نسبتها -0.07% ليخسر المؤشر -5.24 نقطة فقط، ويغلق مستقراً على مستوى 7,484.89.
استقرت معظم الأسهم مع انخفاض أحجام التداول نسبياً وهذا طبيعة شهر أغسطس (آب) لأنه موسم عطلات بالولايات المتحدة، بعد يوم يعد هو الأسوأ خلال هذا العام بعد انخفاض مؤشر الداو جونز بأكثر من 800 نقطة، وذلك نتيجة تزايد التخوفات من اقتراب الاقتصاد من حالة ركود بعد انقلاب منحنى عاد السندات، فلأول مرة منذ ما قبل الأزمة المالية لعام 2008 انخفض عائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات إلى ما دون عائد سندات الخزانة لمدة سنتين، وهذا الانقلاب قد حدث في آخر 5 حالات ركود للاقتصاد.
ووسط ذلك أظهرت أحدث البيانات الصادرة من الحكومة الأمريكية أمس زيادة إنفاق المستهلكين على تجار التجزئة والحانات والمطاعم بشكل مفاجئ وفاق التوقعات، ليشير ذلك بأن الاقتصاد لا يزال يعمل بقوة لتضعف مخاوف الركود الوشيك، فقد ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.7% في يوليو (تموز) في مقابل قراءة الشهر الماضي بنحو 0.3% بينما كانت التوقعات تحوم حول نسبة 0.3%، وارتفعت أيضاً مبيعات التجزئة مستثنى منها السلع المتقلبة كالبنزين والسيارات بنسبة 1.0% في يوليو (تموز) بينما كانت قراءة الشهر السابق بنسبة 0.3% وأشارت توقعات المحللين بارتفاع طفيف يبلغ 0.4%، ليظل بذلك قطاع المستهلكين نقطة مضيئة بالنسبة للاقتصاد الأمريكي الذي يشهد حالة من التخبط وعدم اليقين مع تضارب تصريحات القادة واستمرار الحرب التجارية مع الصين.
في الوقت نفسه قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب أمس إنه يعتقد أن الصين تريد إبرام إتفاق للتجارة مع الولايات المتحدة، وإن الحرب التجارية مع بكين ستكون قصيرة نوعا ما، مضيفاً " أعتقد أننا نجري مناقشات جيدة جدا مع الصين. هم يريدون بشدة إبرام اتفاق" ويتوقع الرئيس ترامب أن يجري اتصالا هاتفيا في وقت قريب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وتأتي تلك التصريحات في أعقاب ما توعدت به الصين أمس باتخاذ تدابير مضادة لمواجهة الرسوم الجمركية الجديدة المزمع تطبيقها منتصف الشهر المقبل على سلع صينية تقدر بنحو 300 مليار دولار، لكنها دعت الولايات المتحدة إلى الالتقاء في منتصف الطريق للوصول إلى اتفاق تجاري محتمل، ولكن كان رد الرئيس الأمريكي على سؤاله من قبل الصحفيين حول توقعات رد بكين فقال "إنه لا يعتقد أن بكين ستنتقم من الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة".
ومن ناحية أخرى صدر بالأمس تقرير من صحيفة وول ستريت جورنال قالت فيه أن البنك المركزي الأوروبي كان يستعد لمجموعة من التدابير التحفيزية في دورته القادمة، ووفقاً لمسئول في البنك المركزي الأوروبي بلجنة تحديد الأسعار قال أن البنك يجب أن يخرج بنتائج تفوق توقعات المستثمرين في اجتماعه القادم بسبتمبر (أيلول) القادم.
التحليل التقني لمؤشر ناسداك الأمريكي- المؤشر يستنفذ فرصه الإيجابية
انخفض مؤشر ناسداك الأمريكي بتداولاته الأخيرة مسجلاً خسائر جديدة بلغت نسبتها -0.07% بما يعادل -5.24 نقطة، ويغلق مستقراً على مستوى 7,484.89.
ليستند المؤشر بهذا الانخفاض الأخير إلى دعم خط اتجاه رئيسي صاعد على المدى المتوسط مثلما هو موضح بالرسم البياني أعلاه لفترة زمنية (يومية)، ما ساعده على الارتداد قليلاً قبل إغلاقه ليقلص بعضاً من خسائره، في ظل محاولاته البحث عن قاع صاعد ربما يستطيع من خلاله اكتساب الزخم الإيجابي اللازم لاستعادة تعافيه، وسط استمرار الضغط السلبي للمتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة.
توقعاتنا تشير إلى ترجيح سيناريو ارتفاع المؤشر بتداولاته القادمة على المستويات اللحظية، بشرط مهم وهو ثبات مستوى الدعم 7,400.00، ليستهدف مستوى المقاومة 7,600.00 استعداداً لمهاجمته.