تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية بتداولات الأمس الأربعاء، لتشهد الأسواق أشد موجة بيع للأسهم في يوم واحد منذ أواخر شهر مايو (آيار) الماضي، وذلك عقب خفض البنك المركزي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية باجتماعه بالأمس، لتكون تلك هي المرة الأولي التي يخفض فيها البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008، وجاء هذا الخفض متماشياً مع توقعات الاقتصاديين فلم يكن مفاجئاً، ولكن خرجت تصريحات السيد جيروم باول رئيس البنك المركزي في المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد اجتماع أعضاء اللجنة الفيدرالية لتسبب صدمة في الأسواق، فقد أشار باول أن صناع السياسة لم يكونوا مقتنعين بضرورة الشروع في جولة كاملة من سياسة التخفيف ووصفوا تلك الخطوة بأنه "تعديل في منتصف الدورة"، وأنه ليس بالضرورة أن تكون تلك الخطوة بداية لسلسلة طويلة من تخفيضات الفائدة، ليبدد بذلك آمال من كانوا ينتظرون خفض آخر لأسعار الفائدة في اجتماع البنك القادم قبل نهاية العام الجاري، ولكن يبدو أن باول لم يغلق الباب تماماً فقد أوضح لاحقاً أنه لم يقل أن قرار الأربعاء يمثل تخفيضاً لمرة واحدة.
وعلى الفور شرع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتغريد على موقع التغريدات العالمي تويتر بعد تصريحات جيروم باول فقال "كالمعتاد خذلنا باول"، وأضاف ترامب بعدها أن الأسواق كانت تريد أن تسمع من باول والاحتياطي الفيدرالي أن هذه بداية لدورة مطولة وعنيفة لخفض أسعار الفائدة، لتتماشى مع الصين والاتحاد الأوروبي ودول أخرى حول العالم.
تأتي خطوة البنك المركزي الفيدرالي بالتزامن مع خروج العديد من البيانات التي تشير إلى صحة الاقتصاد الأمريكي، وخرجت في الآونة الأخيرة عدة تصريحات لاقتصاديين تلمح أنه لا حاجة لخفض معدلات الفائدة في الوقت الحالي، وذلك أدى أن يخرج بيان الفيدرالي بعد اجتماعه أمس متفائلاً بشكل عام حول أوضاع الاقتصاد المحلي حيث قال أن المكاسب الوظيفية كانت قوية وأن النمو كان يحدث بمعدل معتدل.
وقال بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضاً في بيانه أنه أنهى برنامجه الذي كان يهدف لتقليص ميزانيته العمومية فيما كان يعرف باسم برنامج التشديد الكمي في الأول من أغسطس (آب) الماضي أي قبل شهرين من الموعد الذي كان حدده البنك سابقاً.
وفي المقابل سجل مؤشر الدولار الأمريكي والذي يقيس قوة العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية أعلى مستوى له خلال عامين ليرتفع بنسبة بلغت 0.37% وذلك على الرغم من خفض أسعار الفائدة.
أداء المؤشرات:
- انخفض مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) بنسبة بلغت -1.23% ما يعادل -333.75 نقطة، ليغلق مستقراً على مستوى 26,864.27 مقابل إغلاقه السابق عند 27,198.02.
- وتراجع كذلك مؤشر إس آند بي 500 (SPX500) بنسبة بلغت -1.09% ليخسر المؤشر -32.80 نقطة، ويستقر بنهاية تداولاته على مستوى 2,980.38 في مقابل 3,013.18 بإغلاق ما قبل الأخير.
- وهبط أيضاً مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100) بنسبة بلغت -1.30% ما يعادل -103.69 نقطة، ليغلق المؤشر على مستوى 7,848.78 في مقابل 7,952.47 بإغلاقه السابق.
التحليل التقني لمؤشر إس آند بي 500 - المؤشر يبدأ البحث عن قاع صاعد
هبط مؤشر إس آند بي 500 بتداولات الأمس مسجلاً خسائر بلغت نسبتها -1.09% ليخسر المؤشر -32.80 نقطة، ويستقر بنهاية تداولاته على مستوى 2,980.38، وقد سجل المؤشر أدنى سعر له في تلك الجلسة عند مستوى 2958.1 ليرتد منه قليلاً مقلصاً من خسائره، ليستقر المؤشر بهذا الإغلاق أدنى مستوى 3000.00 لأول مرة منذ خمسة جلسات متتالية.
تقنياً تأتي تلك الخطوة طبيعية بعد ارتفاعات المؤشر السابقة بتداولات المدى القصير، ليحاول بذلك تنظيم أوراقه من جديد والبحث عن قاع صاعد لاكتساب بعضاً من الزخم الإيجابي الذي قد يساعده في الحفاظ على الاتجاه الرئيسي الصاعد، في ظل تداولاته بنطاق قناة سعريه صاعدة كما هو موضح بالرسم البياني أعلاه لفترة (يومية)، مطمئنين بالدعم الإيجابي المستمر حتى تلك اللحظة من المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، مع وصول مؤشرات القوة النسبية لمناطق تشبع بيعي مبالغ فيها كثيراً مقارنة بحركة السعر.
وتستمر مع ذلك توقعاتنا الإيجابية المحيطة بالمؤشر في الفترة القادمة على المدى القصير، ولكن بالطبع ما يؤكد على هذا السيناريو عودة استقراره أعلى مستوى المقاومة 3000.00، ليظل مستهدفنا السعري كما هو عند مستوى 3090.5.