تعافت الأسهم الأمريكية بتداولات يوم الجمعة، بدعم من تطمينات خرجت من محافظي البنوك المركزية حول العالم بتحفيز ودعم الأسواق، ليتعافى مؤشر الداو جونز الصناعي بعد انخفاض بلغ 800 نقطة بتداولات الأربعاء الماضي ليصعد لجلستين متتاليتين بعدها، ويغلق على خسائر أسبوعية متواضعة، وسط استمرار تخوفات المستثمرين حول الركود الاقتصادي المحتمل، بعد انقلاب منحنى عائد سندات الخزانة يوم الأربعاء لأول مرة منذ أكثر من عقد كامل، بعد انخفاض عائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات إلى ما دون عائد سندات الخزانة لمدة عامين، وهو مؤشر قوي يؤخذ به لاقتراب الاقتصاد من حالة الركود فقد حدث هذا الانقلاب في آخر خمس حالات ركود حدثت للاقتصاد.
لتسجل المؤشرات الرئيسية الثلاثة خسائر أسبوعية للمرة الثالثة على التوالي، فقد انخفض مؤشر داو جونز الأسبوع الماضي بنسبة بلغت 1.53% بينما تراجع مؤشر إس آند بي 500 بنسبة بلغت 1.03% كما هبط أيضاً مؤشر ناسداك 100 بنسبة بلغت 0.79%.
أداء المؤشرات:
- صعد مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) يوم الجمعة ليحقق أرباحاً جديدة بلغت نسبتها 1.20% ليضيف المؤشر إليه 306.62 نقطة، ويستقر عند مستوى 25,886.01.
- كما ارتفع أيضاً مؤشر إس آند بي 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً بنسبة بلغت 1.44% بما يعادل 41.08 نقطة، ويستقر بنهاية تداولاته على مستوى 2,888.68.
- بينما تعافى مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100) ليصعد محققاً مكاسب بلغت نسبتها 1.59% بما يعادل 119.22 نقطة، ويغلق مستقراً على مستوى 7,604.11.
فمنذ أن خفض البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الشهر الماضي لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات، أعقب ذلك هبوط عائدات السندات الحكومية، لتسجل سندات الخزانة لمدة 30 سنة مستوى قياسي منخفض يوم الأربعاء الماضي، بالتزامن مع صدور بيانات ضعيفة من ألمانيا والصين والتي أدت إلى تفاقم المخاوف من حدوث ركود اقتصادي محتمل مما أفقد المستثمرين شهيتهم نحو الأصول عالية المخاطر لترتفع على اثر ذلك المعادن الثمينة.
لكن يبدو أن المعنويات تحسنت قليلاً بعد صدور بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية يوم الخميس الماضي والتي جاءت إيجابية بشكل فاق التوقعات لتدلل على قوة الإنفاق الاستهلاكي.
وفي وقت مبكر من هذا الأسبوع انتشرت أنباء لتوقعات بتمديد وزارة التجارة الأمريكية فترة السماح 90 يوماً أخرى لعملاق التكنولوجيا الصيني شركة هواوي، تلك المهلة التي تسمح للشركة بالشراء من شركات توريد أمريكية حتى تستطيع خدمة عملائها الحاليين، فقد كانت المهلة الأخيرة لوزارة التجارة الأمريكية من المزمع انتهاءها اليوم الموافق 19 من الشهر الجاري.
كما أعلن مسئولوا البيت الأبيض عن رفضهم المخاوف من تباطوء النمو الاقتصادي، فرغم تقلب أسواق السندات العالمية الأسبوع الماضي إلا أن مخاطر الركود تظل ضعيفة، مؤكدين أن الحرب التجارية مع الصين لم تتسبب في أي خسائر للولايات المتحدة.
أضاف السيد لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض أن هناك محادثات تجارية ستجرى في غضون عشرة أيام بين ممثلي التجارة بالولايات المتحدة والصين، وقال "في حالة إن نجحت هذه المحادثات فسنعتزم دعوة (ممثلي) الصين بعدها للحضور إلى الولايات المتحدة" وأضاف لاري "”لا ركود على المدى القريب فالمستهلكون يعملون وأجورهم تزيد وهم ينفقون ويدخرون".
التحليل التقني لمؤشر إس آند بي 500 - المؤشر يعاني من الضغوط السلبية رغم ارتفاعه
صعد مؤشر إس آند بي 500 الأمريكي بتداولات الجمعة الماضية، ليحقق مكاسب للجلسة الثانية على التوالي بلغت نسبتها 1.44% بما يعادل 41.08 نقطة، ويستقر بنهاية تداولاته على مستوى 2,888.68.
ولكن رغم ارتفاع المؤشر فمازال يعاني من الضغط السلبي للمتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، مع توارد الإشارات السلبية بمؤشرات القوة النسبية، وفي إطار خروجه من نطاق قناة سعريه صاعدة كانت تحد تداولاته السابقة بالمدى المتوسط مثلما هو موضح بالرسم البياني أعلاه لفترة زمنية (يومية).
ووسط تلك الضغوط السلبية لا يسعنا إلا ترجيح عودة انخفاض المؤشر بتداولاته القادمة على المستويات اللحظية، فطيلة ثبات مستوى المقاومة 2940.00 نتوقع انخفاضه ليستهدف مستوى الدعم المهم 2822.1 من جديد استعداداً لكسره هذه المرة.