هبطت الأسهم الأمريكية بتداولات الجمعة الماضية، لتسجل أسوأ أيامها منذ يوم 14 من الشهر الجاري، لتنهي بذلك تداولات الأسبوع في المنطقة الحمراء، ليكون هذا هو الأسبوع الرابع على التوالي تسجل فيه الأسهم تراجعاً، عقب تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن جولة جديدة من التعريفات الجمركية، وجاء ذلك رداً على إعلان بكين عن عزمها على فرض رسوم جمركية انتقامية على بعض الواردات الأمريكي تصل قيمتها بنحو 75 مليار دولار ابتداءً من 1 سبتمبر (أيلول).
أداء المؤشرات:
- هوى مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) ليسجل خسائر كبيرة بلغت نسبتها -2.37% ليخسر المؤشر -623.34 نقطة، ويستقر عند إغلاقه على مستوى 25,628.90.
- بينما انخفض أيضاً مؤشر إس آند بي 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً بنسبة بلغت -2.59% بما يعادل -75.84 نقطة، ويستقر بنهاية تداولاته على مستوى 2,847.11.
- وكان من أكبر الخاسرين بالنسبة المئوية فقد جاء مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100) بخسائر بلغت نسبتها -3.15% بما يعادل -242.43 نقطة، ويغلق مستقراً على مستوى 7,465.00.
فقد هددت الصين كرد انتقامي على فرض تعريفة جمركية على بعض الواردات الأمريكية تقدر قيمتها بنحو 75 مليار دولار، وستكون التعريفة بنسبة 5% إلى 10% بما فيها السيارات، وستبدأ تطبيقها على دفعتين الاولى في بداية شهر سبتمبر (أيلول) القادم والثانية في يوم 15 سبتمبر وفقاً لبيان نشرته وزارة المالية الصينية.
ليرد على ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسلسلة تغريدات له على موقع تويتر قال فيها " 250 مليار دولار من السلع والمنتجات من الصين، التي تخضع حاليًا للضريبة بنسبة 25٪، سيتم فرض ضريبة عليها بنسبة 30٪"، ويبدو أنه لم يرى ذلك كافياً للرد فأضاف قائلاً "بالإضافة إلى ذلك، فإن الـ 300 مليار دولار المتبقية من البضائع والمنتجات من الصين، والتي تم فرض ضرائب عليها اعتبارًا من الأول من سبتمبر بنسبة 10٪، سيتم فرضها الآن بنسبة 15٪"، ودعا ترامب الشركات الأمريكية بالبحث فوراً عن بديل للصين بعد أن قال أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى الصين.
وتأتي تلك الأحداث لتزيد معاناة الأسهم التي بدأت بالتراجع بعد خطاب السيد جيروم باول في وقت سابق من يوم الجمعة والذي ألقاه في مؤتمر لرؤساء البنوك المركزية بقاعة جاكسون هول، وقال باول إن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يبذل قصارى جهده للحفاظ على النمو الاقتصادي الحالي، وأضاف قائلاً "إن التحدي الذي يواجهنا الآن هو أن نعمل أقصى ما في وسعنا لضبط السياسة النقدية للحفاظ على النمو، بحيث تتوسع قوة سوق الوظائف المنتعشة إلى عدد أكبر من القطاعات والفئات، بحيث يتمركز التضخم بحزم حول 2 بالمائة".
كما أعرج السيد بوال على التوترات التجارية بقوله أنه لا يوجد "كتاب قواعد" للحرب التجارية الحالية بين الولايات المتحدة والصين، مضيفًا أن "عدم اليقين في السياسة التجارية في هذا الإطار يمثل تحديًا جديدًا".
ويبدو أن المستثمرين لم يجدو في تصريحات باول أى إشارة أو تلميح عن نية البنك المركزي خفض أسعار الفائدة باجتماعه القادم، لتتراجع الأسهم على اثر ذلك، وينقلب عائد سندات الحكومة طويلة الأجل دون عائد السندات قصيرة الأجل مرة أخرى في فترة وجيزة يوم الجمعة ولكنه ظل مستقراً تقريباً معظم الوقت، ليعطي إشارة قوية على اقتراب الاقتصاد من حالة الركود.
التحليل التقني لمؤشر داو جونز الصناعي الأمريكي - المؤشر يستسلم للضغط السلبي
انزلق مؤشر داو جونز الصناعي في آخر جلساته، ليسجل خسائر بلغت نسبتها -2.37% ليخسر المؤشر -623.34 نقطة، ويستقر عند إغلاقه على مستوى 25,628.90.
ويأتي هذا الانخفاض على اثر ملامسة المؤشر لمقاومة متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، وقد تزامن ذلك مع إعادة اختباره لخط اتجاه رئيسي صاعد كان المؤشر قد كسره في وقت سابق كما هو موضح بالرسم البياني أعلاه لفترة زمنية (يومية)، ويأتي ذلك في وقت الذي وصلت فيه مؤشرات القوة النسبية لمناطق شديدة التشبع بعمليات الشراء، بصورة مبالغ فيها مقارنة بحركة السعر، ونلاحظ بدء ظهور التقاطعات السلبية بها.
يبدو أننا ما زلنا في بداية طريق انخفاض المؤشر ومن الواضح حتى تلك اللحظة أنه سيمتد لبعض الوقت، فطيلة ثبات مستوى المقاومة 2,677.00 نتوقع له المزيد من الانخفاض، ليستهدف مستوى الدعم 2,500.00.