هبطت الأسهم الأمريكية بجلسة أمس الثلاثاء، متراجعة عن مكاسبها المبكرة التي سجلتها في بداية الجلسة بعد انحسار التفاؤل الذي لم يدم طويلاً بشأن تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، هذا التفاؤل الذي ساعد الأسهم على الارتفاع في مستهل تداولات هذا الأسبوع، وانعكست تلك المخاوف في عائدات سندات الخزانة الأمريكية، حيث انقلب منحنى العائد للسندات طويلة الأجل لما دون عائد السندات قصيرة الأجل مرة أخرى في إشارة لتراجع ثقة المستثمرين بمستقبل الاقتصاد، وهو إشارة قوية على اقتراب الاقتصاد الأمريكي من شبح الركود.
أداء المؤشرات:
- تراجع مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) ليسجل خسائر بلغت نسبتها -0.47% ليربح المؤشر -120.93 نقطة، ويستقر عند إغلاقه على مستوى 25,777.90.
- وانخفض أيضاً مؤشر إس آند بي 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً بنسبة بلغت -0.32% بما يعادل -9.22 نقطة، ويستقر بنهاية تداولاته على مستوى 2,869.16.
- بينما هبط مؤشر مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100) بنسبة بلغت -0.12% بما يعادل -8.99 نقطة، ويغلق مستقراً على مستوى 7,566.03.
فبعد التصريحات الإيجابية التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمة مجموعة السبع المقامة في فرنسا، ما أعطت السوق دفعة إيجابية ساعدته على التعافي يوم الاثنين، في أعقاب عمليات بيع كبيرة حدثت في الجمعة الماضية بعد بدء جولة جديدة من فرض التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة والصين مما صعد من حدة التوترات التجارية بينهم.
فقد قال الرئيس ترامب إن الصين تريد صفقة سيئة للغاية (على حد وصفه) لإنهاء الحرب التجارية، مضيفًا أن بكين قد اتصلت بفريقه التجاري لاقتراح استئناف المحادثات وأضاف كذلك "لدي احترام كبير لحقيقة أن الصين اتصلت بنا، إنهم يريدون عقد صفقة"، ولكن مع ذلك لم تؤكد الصين حدوث مكالمة هاتفية بل نفى المسئولين عن الملف التجاري حدوث هذا الاتصال وقللوا من أهميته.
أدت هذه الأحداث الأخيرة إلى زعزعة ثقة المستثمرين أكثر، خاصة بعد الرد الانتقامي من الصين بتهديداتها بفرض تعريفة جمركية جديدة على بعض السلع الأمريكية ليمثل هذا أول رد فعل ملموس من الجانب الصين خلال تلك الأزمة، ما أدى إلى تدهور تدريجي في التوقعات التجارية والاقتصادية العالمية، هذه التطورات الأخيرة تثير أيضا خطر تباطوء النمو الاقتصادي العالمي الذي يعاني من الأساس، علاوة على ذلك قدم رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الأسبوع الماضي أقوى رد فعل له حتى الآن، محذرا من أن وضع عدم اليقين التجاري في إطار سياسة البنك المركزي كان "تحديا جديدا"، وفي يوم الثلاثاء طالب بيل دودلي المسئول السياسي السابق في بنك الاحتياطي الفيدرالي، النقاش بأعلى درجة، مجادلاً في مقالته الافتتاحية بأن البنك المركزي يجب ألا يتحرك تبعاً لأهواء السيد ترامب، ويجب عليه أن "يرفض" القيام بحوافز نقدية تحفظ الاقتصاد من تداعيات الحرب التجارية التي أثارها مع إدارته.
وعلى صعيد الأسهم الفردية صعد سهم جونسون آند جونسون بنسبة 1.4% بعد أن اتهمت الشركة في ولاية أوكلاهوما أنها مسئولة عن أزمة المواد الأفيونية ليحكم على الشركة بدفع تعويض قدره 572 مليون دولار فقط وهو أقل كثيراً مما طلبه المسئولين.
بينما انخفض JM Smucker بنسبة 8.2% بعد النتائج الفصلية المقلقة وتقديرات الأرباح المنخفضة لعام 2020.
التحليل التقني لسهم جونسون آند جونسون الأمريكي - السهم يعاني من الضغوط السلبية
صعد سهم جونسون آند جونسون (JNJ) في آخر جلساته ليسجل أعلى سعر له عند 132.40، ليتراجع من هذا السعر ويقلص من مكاسبه المبكرة تلك ليغلق على ارتفاع بلغت نسبته 1.44% ما يعادل 1.84 نقطة ليستقر عند سعر 129.64.
ولكن بالرغم من ارتفاع السهم فما زال يتأثر بالعديد من الضغط السلبي، فهو متأثر بخروجه من نطاق قناة سعري تصحيحية صاعدة كانت تحد تداولاته السابقة بالمدى المتوسط كما هو موضح بالرسم البياني أعلاه لفترة زمنية (يومية)، بالإضافة إلى تداولاته أدنى متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، مع توارد الإشارات السلبية بمؤشرات القوة النسبية.
توقعاتنا سلبية لتداولات السهم القادمة على المدى القصير، فطالما استمر ثبات مستوى المقاومة 133.50 أمام تداولات السهم القادمة نرجح انخفاضه ليستهدف مستوى الدعم 128.00 استعداداً لكسره هذه المرة، وفي حالة كسر هذا الدعم سيستهدف بعدها مباشرة مستوى الدعم المهم 125.00.