أغلقت الأسهم الأمريكية جلسة يوم الأربعاء مستقرة تقريباً بعد أن استطاعت التعافي من خسائرها الأولية التي تخطت فيها نسبة 1% انخفاضاً لتتحول جذرياً بعدها وتغلق بالقرب من سعر افتتاح الجلسة.
وقد انخفضت المؤشرات الرئيسية في بداية الجلسة مدفوعة باستمرار التخوفات من تصاعد وتيرة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وقلق المستثمرين عن حالة الاقتصاد العالمي والتي تشهد اضطراباً يبدو أنه يتفاقم ولا نهاية واضحة له، مع انخفاض أحجام التداول بسبب موسم العطلات الصيفية ليكون السوق عرضة أكثر للتقلبات، وتسارعت تلك الخسائر بعد أن صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سلسلة تغريدات على موقع تويتر قال فيها "مشكلة الولايات المتحدة ليست مشكلة الصين - نحن أقوى من أي وقت مضى ، الأموال تتدفق إلى الولايات المتحدة بينما الصين تخسر آلاف الشركات لتهرب إلى دول أخرى ، وعملتها تحت الضغط - مشكلتنا هي أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يريد الاعتراف بخطئه في تأخر تدخله وبطء وتيرة إصلاحاته الاقتصادية (وأنني كنت على حق!).."، وأضاف ترامب أن البنك المركزي "يجب أن يخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر وأسرع ، ويوقف تشديده السخيف الآن ".
ولكن ما كبح جماح خسائر الأسواق تدخل البنك المركزي الصيني في تخفيض قيمة اليوان صباح أمس، وذلك بعد تحديده لنقطة مرجعية لليوان أضعف قليلاً من التوقعات عند 6.6669 يوان لكل دولار (عادة ما يتم تداول العملة في حدود نسبتها 2% أعلى أو أقل من تلك النقطة المرجعية)، الخطوة التي أرجعها البعض أنها في سبيل تهدئة حدة الصراع التجاري بعد اشتعالها بنهاية الأسبوع الماضي عندما أعلن ترامب فرض تعريفة جمركية جديدة على السلع الصينية، لينخفض اليوان بصورة مفاجأة لأدنى مستوياته في أكثر من عشر سنوات بمطلع هذا الأسبوع كرد فعل سريع من بكين، لترد وزارة الخزانة الأمريكية بإعلان الصين تتلاعب بالعملة.
وفي محادثة إفطار مع الصحفيين أمس قال السيد تشارلز إيفانز رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بولاية شيكاغو إنه يريد تعديل السياسة النقدية حتى تمنح الاقتصاد دفعة قوية، وهذا يعني خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية مرة أخرى قبل نهاية العام الجاري (السيد تشارلز إيفانز عضو في لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية التي تحدد سعر الفائدة)، جدير بالذكر أن تلك التصريحات جاءت بعد تصريحات أخرى أطلقها السيد جيمس بولارد رئيس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس في وقت سابق والذي قال فيها أن لديه نية للتصويت بخفض جديد لأسعار الفائدة قبل نهاية العام الجاري.
ويبدو أن المستثمرين تداركوا الأمر واستوعبوا تلك الأحداث وتزايدت التوقعات بتدخل جديد للبنك المركزي الفيدرالي لاتخاذ تدابير تحفيزية باجتماعاته القادمة لترتد الأسهم بعد خسائرها الصباحية وتنجح بالتحول إلى أرباح طفيفة في نهاية التداولات، خاصة بعد تخفيض البنوك المركزية في كل من نيوزيلاندا وتايلاند والهند بتخفيض أسعار الفائدة بين عشية وضحاها بأكثر من التوقعات.
أداء المؤشرات:
- ليتراجع مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) بصورة طفيفة بنسبة بلغت -0.09% بما يعادل -22.45 نقطة، ليغلق مستقراً على مستوى 26,007.07.
- بينما صعد مؤشر إس آند بي 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً بنسبة بلغت 0.08% ليضيف المؤشر إليه 2.21 نقطة جديدة، ويستقر بنهاية تداولاته على مستوى 2,883.98.
- كما ارتفع مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100) بنسبة بلغت 0.41% ليحقق مكاسب بلغت 30.58 نقطة، ليغلق المؤشر على مستوى 7,551.90.
التحليل التقني لمؤشر إس آند بي 500 - يرتفع بجلسة اتسمت بالتذبذب
بعد تسجيل مؤشر إس آند بي 500 لأدنى مستوى له في جلسة الأمس الأربعاء عند 2,825.7، ارتد منه ارتفاعاً لينجح بتحويل تلك الخسائر إلى أرباح في نهاية تداولاته بجلسة اتسمت بالتذبذب، ليغلق على ارتفاع طفيف بلغت نسبته 0.08% ما يعادل 2.21 نقطة ويستقر عند مستوى 2,883.98.
ويأتي هذا الإغلاق كمحاولة من المؤشر تصريف تشبعه البيعي الواضح بمؤشرات القوة النسبية، وتعويض بعض خسائره السابقة، في ظل تأثره بالخروج من نطاق قناة سعريه صاعدة كانت تحد تداولاته السابقة على المدى المتوسط كما هو موضح بالرسم البياني أعلاه لفترة زمنية (يومية)، مع تعرضه للضغط السلبي للمتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة.
لذلك مازالت توقعاتنا السلبية المحيطة بالمؤشر مستمرة لتداولاته القادمة على المدى القصير، فطالما ظل مستقراً أدنى مستوى المقاومة 2,892.2 نرجح انخفاضه ليستهدف مستوى الدعم 2,728.8.