تراجعت مؤشر الأسهم الأمريكية يوم الجمعة وذلك عقب صدور تقرير الوظائف والذي جاء إيجابياً في معظمه ومتماشياً مع التوقعات، فقد زادت عدد الوظائف الغير زراعية بالولايات المتحدة بنحو 164 ألف وظيفة شهر يوليو (تموز) تماشياً مع التوقعات، بينما خفضت بعد المراجعات في مايو ويونيو بنحو 41 ألف وظيفة، ليرتفع متوسط الثلاثة أشهر من الوظائف الجديدة بنحو 140 ألف، كما ارتفع مؤشر نمو متوسط الأجور بنحو 0.3% للشهر الماضي وهو أكثر من التوقعات قليلاً والتي كانت تقدر بنحو 0.2% بعد أن تمت مراجعة القراءة السابقة بزيادتها لنحو 0.3% بعد أن كانت 0.2% وعلى أساس سنوي كانت قراءة المؤشر 3.2%.
تراجع عجز الميزان التجاري بنحو-55.2 وقد جاء أيضاً متماشياً مع التوقعات أفضل قليلاً من القراءة السابقة والتي كانت -55.3، كما ارتفعت طلبات المصانع بنحو 0.6% وفقاً للتوقعات وكانت القراءة السابقة تقدر بنسبة -1.3% بعد تعديلها من نسبة -0.7%، كما جاءت ثقة المستهلك الأمريكي بأقل قليلاً من التوقعات.
ومع تلك البيانات التي جاءت إيجابية في مجملها تنخفض التوقعات بإتباع البنك الفيدرالي سياسة نقدية أكثر تيسيراً باجتماعاته المقبلة، خاصة بعد تصريحات السيد جيروم باول رئيس البنك المركزي والتي أدلى بها عقب تخفيض البنك أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية الأسبوع الماضي والتي قال فيها باول أن ذلك لا يعني البدء في سلسلة لخفضها في المستقبل ولكنه ترك الباب مفتوحاً بعد أن أضاف أن ذلك لا يعني أيضاً أن تكون تلك آخر مرة يخفض فيها البنك المركزي أسعار الفائدة.
وما ضاعف من الضغط السلبي على أداء الأسهم عودة التخوفات من جديد من تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، بعدما غرد الرئيس الأمريكية دونالد ترامب على موقع التغريدات العالمي تويتر يوم الخميس الماضي بقراره فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 10% على ما تبقى من الواردات الصينية إلى بلاده والتي تقدر قيمتها بنحو 300 مليار دولار بداية من الشهر المقبل، وتأتي تلك التصريحات بعد يومين فقط من انتهاء الجولة الأولى من المباحثات التجارية بين البلدين في مدينة شنغهاي الصينية، لترد الصين علي ذلك بلسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينج أن إعلان ترامب هذا يرقى إلى "الانتهاك الخطير" في المباحثات بين البلدين وأضافت أن بكين ستتخذ التدابير المضادة اللازمة إذا أصر ترامب على موقفه.
أداء المؤشرات:
- فقد هبط مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) للجلسة الثالثة على التوالي بنسبة بلغت -0.37% ما يعادل -98.41 نقطة، ليغلق مستقراً على مستوى 26,485.01 مقابل إغلاقه السابق عند 26,583.42.
- وتراجع كذلك مؤشر إس آند بي 500 (SPX500) بنسبة بلغت -0.73% ليخسر المؤشر -21.51 نقطة، ويستقر بنهاية تداولاته على مستوى 2,932.05 في مقابل 2,953.56 بإغلاق ما قبل الأخير.
- وهبط أيضاً مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100) بنسبة بلغت -1.39% ما يعادل -108.34 نقطة، ليغلق المؤشر على مستوى 7,692.80 في مقابل 7,848.78 بإغلاقه السابق.
التحليل التقني لمؤشر إس آند بي 500 الأمريكي - المؤشر يعمق من خسائره
واصل مؤشر إس آند بي 500 تراجعه بتداولاته السابقة على المدى القصير، فقد أغلق آخر جلساته على انخفاض بلغت نسبته -0.73% بما يعادل-21.51 نقطة ليستقر عند مستوى 2,932.05.
ليصل المؤشر بهذا الانخفاض إلى الاستناد لدعم متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، مما ساعده ذلك على تقليص خسائره قليلاً في آخر جلساته، وذلك في ظل تداولاته بنطاق قناة سعريه صاعدة على المدى المتوسط كما هو موضح بالرسم البياني أعلاه لفترة (يومية)، ويظهر فيه وصول مؤشرات القوة النسبي لمناطق شديدة التشبع بعمليات البيع، بصورة مبالغ فيها مقارنة بحركة السعر.
لهذا نعزي انخفاض المؤشر حتى الآن إلى محاولته البحث عن قاع صاعد يتخذ منه قاعدة لاكتساب زخماً إيجابياً قد يساعده على استعادة تعافيه والارتفاع مرة أخرى، ولكن نحن نفضل لتأكيد تلك التوقعات بعودة المؤشر ليستقر أعلى مستوى 2940.0 في الفترة القادمة، ليستهدف مستوى المقاومة المحوري 3000.00 من جديد.