خلال عام لم يخلوا من المفاجئات والتحولات الكبيرة في السوق، يمكن لمستثمري الأسهم أن يشعروا بشعور جيد تجاه العام 2016.
قام وول ستريت مراراً بالإرتداد عائداً من التراجعات الحادة بما في ذلك أسوء بداية لأي عام بالنسبة للأسهم، وثاني تصحيح للسوق خلال 5 اشهر ومخاوف المستثمرين من التباطئ العالمي. كما أنه واجه تراجع أسعار النفط ونتائج مفاجئة للتصويت البريطاني بشأن مغادرة الإتحاد الأوروبي وفوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية.
التحول في نمو مكاسب الشركات وأسعار النفط المستقرة والتحسن الثابت في الإقتصاد الأمريكي وسوق العمل كلها ساعدت في الإبقاء على السوق في التوجه التصاعدي. مؤخراً، تفائل المستثمرين بشأن الفوز الجمهوري في الإنتخابات والذي سوف يعطي سياسات صديقة للتجارة، دفع بالسوق إلى أرتفاعات جديدة.
عند إغلاق جلسة الثلاثاء، كان مؤشر Standard and Poor 500 أكبر مقياس لسوق الأسهم، على المسار نحو إنهاء العام بتقدم 11% بعد أن أنهى العام 2015 بشكل مسطح. مع الدفعات، فإن العوائد الإجمالية كانت 13.4%. هذا يعني أنه إن كنت قد استثمرت 1000$ في مؤشر S&P500 عند بداية العام كنت سوف تحقق 1134$ عند نهاية العام.
المؤشرات الرئيسية الأخرى كانت كذلك على المسار نحو تحقيق مكاسب قوية. توجه مؤشر Dow Jones الصناعي نحو تحقيق تقدم بنسبة 14.5% بإرتفاع جعل المؤشر الذي يحتوي على 30 شركة يقترب من العلامة 20,000. مؤشر ناسداك المركب على المسار لتحقيق تقدم بنسبة 9.6%.
ولكن، أسهم الشركات الصغيرة تجاوزت عن بقية الأسواق، خصوصاً منذ الإنتخابات الرئاسية. تقدم مؤشر Russell 2000 بأكثر من 21% خلال العام 2016.
يتوقع المستثمرين بأن الشركات الصغيرة سوف تستفيد من تحسن الإقتصاد الأمركي أكثر من المنافسين الكبار بسبب أنهم يميلون للقيام بأعمال أكثر بشكل محلي. كما أن لديهم طرق أقل لتخطي الضرائب من خلال الشركات الشقيقة الخارجية، وبالتالي يحققون أرباح أكثر في حال تراجعت الضرائب، وسوف يكونون عرضة لخسائر أقل في حال زادت المشاكل التجارية.
على الأغلب، الأسواق الأجنبية كانت أفضل بكثير من العام 2015.
في أوروبا، توجه سوق بريطانيا نحو تقدم بنسبة 13.2% على الرغم من التوترات التي هزت السوق بعد تصويت استفتاء خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي. المؤشرات في ألمانيا وفرنسا كانت على المسار نحو تحقيق مكاسب بنسبة 6.8% و 4.6% على التوالي. مؤشر Nikkei الياباني كان على المسار لتحقيق مكاسب بنسبة 1.8% وهونج كونج تراجع بنسبة 1.5%.
لم يتوقع الكثيرون حجم المكاسب التي سوف تحققها الأسواق الأمريكية هذا العام في شهر يناير، عندما إنطلقت الاسواق بداية العام بتراجع حاد أدى إلى توجه مؤشرات Dow و Nasdaq و S&P500 إلى التصحيح أو تراجع بنسبة 10% أو أكثر من القمم السابقة. بالنسبة لمؤشر S&P500، كان ثاني تصحيح خلال 5 أشهر.
المخاوف من أن التراجع الإقتصادي في الصين من الممكن أن يؤدي إلى تباطئ إقتصادي عالمي و حذر، مع تراجع سعر النفط ما دون 30$ للبرميل إلى أدنى مستوياته خلال 12 عام، أدت إلى تراجع السوق. والبيانات الأمريكية الضعيفة أضافت إلى ذلك الأمر.
التراجع كان مفاجئاً للعديد من المستثمرين. لم يتوقع الكثيرون التصحيح السوقي بهذه السرعة، وتحرك البنك الفدرالي في شهر ديسمبر 2015 لرفع معدلات الفائدة للمرة الأولى من 10 سنوات اشار إلى العديد بأن الإقتصاد الأمريكي كان صحياً.