تقدمت الأسهم العالمية وأسعار السلع، في حين أن الدولار ثابت، حيث أن الأسواق تستمر بالتقدم بعد عمليات البيع الحادة والقصيرة التي تلت الإعلان عن فوز دونالد ترامب بالإنتخابات الأمريكية. ولكن، مؤشر على بقاء التوتر، هو أن أسعار السندات الحكومية تتعافى قليلاً، مما يضغط العوائد للتراجع من أعلى ارتفاعاتها خلال 11 شهر، و سعر الذهب في ارتفاع.
بعد أن عوضت البورصات في دول آسيا والمحيط الهادئ الخسائر الثقيلة من اليوم السابق – مع ارتداد مؤشر Nikkei225 الياباني 6.7% - و مؤشر Stoxx 600 الأوروبي تقدم بنسبة 0.7%، بقيادة قطاعات التعدين والقطاع المالي.
تشير عقود المؤشر الأمريكي إلى أن S&P500 سوف يتقدم 10 نقاط إلى 2173، مما يجعل مقياس وول ستريت على بعد 17 نقطة من ارتفاع قياسي جديد.
هذه التحركات الهزيلة نسبياً لمؤشرات الأسهم الأمريكية والأوروبية تكذب الحركة الغير عادية خلال الجلسات الماضية، عندما تراجع الدولار و تقدم الذهب وتراجعت عقود S&P 5% في تفاعل مع فوز دونالد ترامب.
كان أغلبية مراقبي الأسواق قد توقعوا توجه نحو الأمن في حال فاز ترامب، مع قيام الكثيرين بالقول أن السبب يتعلق بالمخاوف بشأن السياسية الحمائية المقترحة من قبل الرئيس المنتخب وكلامه الغير دبلوماسي.
هذه الأسباب أدت إلى مكاسب كبيرة في أسهم قطاع الإنشاءات الأمريكي والمعادن مثل ارتفاع أسعار المصادر. النحاس وصل إلى أعلى مستوى له خلال 15 شهر و أسعار الأصول المبنية على الوقود الأحفوري تجذب المشترين على خلفية الأمال بأن السيد ترامب أكثر صداقة تجاه هذا القطاع. خام برنت، والذي وصل يوم الأربعاء إلى أدنى مستوى له خلال 3 أشهر عند 44.40$، ارتفع بنسبة 0.9% إلى 46.79$ للبرميل.
تراجعت العوائد على الأوراق المالية العشر سنوية إلى 1.72% في أوج توجه السوق نحو الأمان يوم الأربعاء، وقد وصلت إلى أعلى مستوى لها خلال 10 أشهر عند 2.09% لاحقاً خلال الجلسة حيث أن المزاج العام تحسن وقلق المستثمرين بشأن التضخم والمزيد من تدفق السندات كتأثير لسياسات ترامب.
يوم الخميس، هناك مزاج أكثر وعياً، مع تراجع عوائد السندات العشر سنوية 4 نقاط أساسية إلى 2.02%. السندات المشابهة في ألمانيا تتابع هذه الأمريكية، مع تقدم 5 نقاط أساسية إلى 0.23%، أعلى مستوى لها خلال 6 أشهر.
السندات الحكومية لعامين وهي الأكثر حساسية للسياسات المالية، تراجعت بمقدار نقطة واحدة إلى 0.89%، حيث عادت إلى المكان الذي كانت فيه قبل نتائج الإنتخابات، في مؤشر على أن المستثمرين يعتقدون بأن الإضطراب السوقي الأخير وانتخاب ترامب لن يغير من موقف البنك الفدرالي تجاه رفع المعدلات في شهر ديسمبر.
فرص قيام البنك الفدرالي برفع معدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساسية الشهر الماضي هي الآن عند 82%، وفقاً لتسعير السوق الذي يتابعه موقف بلومبيرج، مرتفعةً من نسبة 78% الأسبوع الماضي.
عند أدنى نقطة يوم الأربعاء، كان تسعير السوق مختلف بأقل من 50%، والإرتداد في توقعات تضييق البنك الفدرالي ساعدت الدولار بالتعافي من عمليات البيع خلال منتصف الأسبوع.
مؤشر الدولار الأمريكي، والذي يقيس الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات الرئيسية، تراجع إلى ما دون 96.0 عند أوج الإضطراب السوقي، ولكنه الآن عند 98.74، بدون تغير كبير خلال اليوم.
الذهب الحساس لتوقعات السياسة المالية، ارتفع بمقدار 7$ عند 1285$ للأونصة، بعد أن تأرجح بين 1269$ و 1337$ خلال الجلسة السابقة، حيث تراوحت ثقة المستثمر.
في وقت سابق في آسيا، تقدم مؤشر S&P/ASX200 بنسبة 3.3% معوضاً أكثر من تراجع اليوم السابق. ارتفع مؤشر هونج كونج Hang Seng بنسبة 1.9%، في حين تقدم مؤشر شانغهاي المركب 1.4%.
قام بنك الاحتياطي النيوزيلندي بخفض معدلات الفائدة كما هو متوقع إلى 1.75%، ولكن يعتقد أغلبية المحللين بأن فرص الخفض مستقبلاً اختفت. تراجع الدولار النيوزيلندي 0.1% مقابل الدولار الأمريكي، في حين تقدم الدولار الأسترالي بنسبة 0.6%، على خلفية آمال النمو العالمية، مما يجعله أفضل العملات أداءاً في المنطقة