شركة آبل هي أكبر شركة في العالم. وهذا أمر غير قابل للجدال، حيث توسعت الشركة في عام 2015 لتصل قيمتها إلى أكثر من 700 مليار دولار . ولكن ارتفاع قيمة الشركة إلى هذا الحد لا يعني أنه لا يمكن أن تتأرجح أسهمها وتوفر للمستثمرين عوائد أو خسائر مماثلة (من ناحية النسبة المئوية) مثل أية شركة أخرى. لنراجع وضع شركة آبل قبل آخر تقرير مكاسب ربع سنوي، ونحلل نتائج آخر إصدار مكاسب، حتى نتوصل إلى فهم أفضل لما تتجه إليه الشركة حالياً وكيف سيكون أداؤها المحتمل في المستقبل.
ماذا كنا نعرف قبل آخر تقرير مكاسب؟
كنا نعرف أن ربع السنة الثالث يكون عادةً أبطأ ربع سنة لمبيعات آيفون التي تنتجها آبل. ولكننا كنا نعرف أيضاً أن آبل تفوقت على توقعات وول ستريت للمكاسب لكل سهم (EPS) قبل المبادئ المحاسبية المتعارف عليها والمقبولة عموماً في 11 ربع سنة متتالي. وعلى ضوء هذه الإحصائيات، توقع المحللون أن تبلغ مبيعات آيفون 29.9 مليار دولار- وهذا أعلى كثيراً من المبيعات التي بلغت 19.8 مليار دولار من نفس الفترة في العام السابق. كما توقعوا أن تبلغ الإيرادات 49.4 مليار دولار، أي أعلى من إيرادات العام السابق التي بلغت 37.4 مليار دولار.
وقد يكون التنبؤ الأهم بالنسبة للمستثمرين هو المكاسب لكل سهم المتوقع أن تبلغ 1.81- 1.90 دولار، أي أعلى بحوالي 50 سنت فوق حاجز 1.40 دولار في العام السابق. لم ترتفع أسهم آبل كثيراً منذ إصدار تقرير المكاسب في شهر أبريل، ولكن على الرغم من ذلك، ارتفعت الأسهم حوالي 40% عن العام السابق، ومنح المحللون آبل سعراً مستهدفاً لاثني عشر شهراً يبلغ 147.62 دولار.2
مع الأداء الجيد لآيفون 6 وآيفون 6 بلاس كما يبدو حتى الآن، وخاصة في الصين، ساد الكثير من التفاؤل (رغم المخاوف من تباطؤ مبيعات آيفون لبقية العام). بالإضافة إلى ذلك، ورغم إصدار شركة آبل لبيانات تؤكد بها أنها لن تكشف عن أرقام مبيعات ساعة آبل، بل ستضيفها وتجمعها مع فئة "المنتجات الأخرى" (والتي تتضمن بيتس إلكترونيكس والآيبود)، انتشرت شائعات مشجعة بأن آبل قد سيطرت على نسبة 75% من سوق الساعات الذكية، مقارنة مع نسبة 7.5% لسامسونج.
ما الذي حدث فعلياً في التقرير ربع السنوي الثالث؟
رغم التفاؤل الذي ساد قبل تقرير آبل ربع السنوي الثالث، لم تكن النتائج مذهلة كما أشارت التوقعات. بلغت المكاسب لكل سهم 1.85 دولار فقط، أي أعلى بقدر بسيط عن حد الـ1.81 دولار الذي توقعه بعض المحللين- وأقل مما توقعه آخرون. وكانت الإيرادات أعلى قليلاً أيضاً مما كان متوقعاً، حيث وصلت إلى 49.6 مليار دولار.
بلغت مبيعات الآيفون 47.5 مليون وحدة، ورغم أن تيم كوك وصف آيفون بأنه حقق "نجاحاً ساحقاً"، إلا أن هذا الرقم كان أقل من التوقعات التي تراوحت بين 48 إلى 50 مليون وحدة. وكانت مبيعات الآيباد مخيبة للآمال بشكل خاص، حيث بلغت 10.9 مليون وحدة، بالمقارنة مع 13.3 مليون وحدة تم بيعها في نفس الفترة من العام السابق.5
ولكن كان ثمة بعض الأنباء الجيدة أيضاً. بعد استثمارات واسعة في الصين، بلغت الإيرادات من الصين في ربع السنة هذا 13.23 مليار دولار، وهي زيادة هائلة عن الإيرادات التي بلغت 6.23 مليار دولار قبلها بعام واحد فقط. ورغم أن الأرقام كانت مبهمة، إلا أن شركة آبل أوضحت بأن مبيعات ساعة آبل قد تخطت التوقعات الداخلية.5
ولكن لم تساعد هذه الأنباء الجيدة أسهم آبل في التداول بعدها بساعات، وبعد إصدار تقرير المكاسب، انخفضت أسهم آبل بنسبة تجاوزت 6 بالمئة.5
ما الذي يمكننا توقعه في المستقبل؟
رغم أنه ليس بمقدور أحد أن يتوقع ما قد تنجزه آبل في المستقبل بشكل أكيد، إلا أنها رسخت نفسها كإحدى أقوى شركات التكنولوجيا في العالم. ورغم الأرقام المخيبة للآمال قليلاً في ربع السنة الماضي، تذكر مايلي: عادةً ما يكون ربع السنة الثالث هو الأبطأ بالنسبة لشركة آبل. كما أن تيم كوك بدا متحمساً بالاستقبال الذي حظي به آيفون 6 بين العملاء، وكذلك مبيعات ماك. كما يؤدي النمو المستمر لسوق الساعات الذكية (وساعة آبل) إلى زيادة التفاؤل بالتخمينات، وخاصةً مع توفر المزيد من الوقت لتطوير التطبيقات الخاصة بالساعة. كما أنه ثمة زيادة محتملة بانتشار خدمة آبل ميوزيك، والتي اشترك بها بالفعل 11 مليون شخص في تجربتها المجانية لمدة ثلاثة أشهر، ولكن الأهم من ذلك أن 2 مليون مشترك أكدوا اشتراكاتهم بالفعل. وعلينا الانتظار لرؤية الشعبية التي ستحظى بها هذه الخدمة.
بالنهاية، ونحن نتجه إلى ربع سنة أفضل تاريخياً، ثمة مبررات كثيرة تدعونا للاعتقاد أن شركة آبل ستنهض من نتائج ربع السنة هذا المخيبة للآمال بعض الشيء. ابقَ على اطلاع على أخبار وتحديثات شركة آبل حتى تعرف، بشكل أفضل مما تعرفه الآن، ما يمكنك توقعه عند صدور تقرير المكاسب القادم.
انضم إلى Markets.com اليوم، وتداول أسهم شركة آبل، إلى جانب مئات الأسهم الأخرى بلا عمولة أو رسوم.