تحول التركيز إلى الولايات المتحدة مرة أخرى بعد ان أخذت أزمة الديون اليونانية بعض الراحة و اليورو إستمر بكونه العملة الوحيدة في اليونان، و إلى السؤال المتعلق بموعد رفع معدلات الفائدة خلال العام 2015 أم لا.
تحسن الإقتصاد الأمريكي بشكل واضح خلال الأشهر القليلة الماضية، و الدولار حصل على القوة نتيجة لذلك. رئيسة البنك الفدرالي "جانيت يللين" كانت تشير إلى عملية رفع معدلات الفائدة خلال أغلب هذا العام و قامت بتأجيل تحديد موعد ثابت لذلك خلال الفترة التي كان يحاول فيها البنك الأوروبي المركزي التوصل إلى إتفاقية مع الحكومة اليونانية للحيلولة دون إفلاس البلاد. و لكن الآن و قد قبلت اليونان بشروط عرض منطقة اليورو، ينظر المستثمرون إلى البنك المركزي في الولايات المتحدة بكونه الحدث الرئيسي التالي خلال هذا العام.
أوراق الخزينة كأصول آمنة
خلال أغلب العام 2015، كان يسعى المستثمرون للأمان من خلال أوراق الخزينة الأمريكية. و لكن مع إزالة خطر خروج اليونان من اليورو، و الإرتفاع الواضح في الإقتصاد الأمريكي، فإن هذه الأدوات الحكومية لم تعد ضرورية من وجهة نظر الكثيرون. تراجعت عوائد السندات الحكومية لـ 30 عاماً بنسبة 12% منذ نهاية شهر مارس، من خلال تراجع بنسبة 1.8% خلال شهر يولي، و هو الشهر الرابع على التوالي. و بشكل عام، فقد هبط سوق أوراق الخزينة بنسبة 2.2% خلال نفس الفترة.
تراجعت أوراق الخزينة بشكل واسع يوم الإثنين، عندما توصل رئيس الوزراء اليوناني "أليكسيس تسيبراس" مع دائنيه الأوروبيون إلى خطة إنقاذ لليونان، مما أزال الحاجة لتحرك الأمريكيين إلى هذه الأوراق الآمن. لا داعي للقول بأن أي تردد من ناحية تسيبراس و حكومته للإلتزام بالخطة من الممكن أن يؤدي إلى عودة المستثمرين بسرعة إلى هذه الأدوات.
العووائد على السندات طويلة الأجل إرتفعت إلى 3.25 يوم الإثنين، على بعد نقطتين من أعلى مستوى لها منذ سمبتمبر. العوائد العشر سنوية المعيارية تراجعت بمقدار 3 نقاط إلى 2.43%. العوائد الأعلى على السندات لـ 30 سنة مقارنة بأوراق السنتين إتسع إلى 257 نقطة أساسية بتاريخ 10 يوليو، و هو الفارق الأكبر منذ شهر نوفمبر و لكنه الآن يقف عند 254 نقطة أساسية.
سوف تقوم يللين بمخاطبة صناع القرار في الولايات المتحدة يوم الأربعاء و الخميس. مع النمو في الإقتصاد الأمريكي و تراجع البطالة في شهر يونيو إلى أدنى المستويات منذ 7 سنوات عند 5.3%، قد يكون البنك الفدرالي مستعد لإنهاء سياسة معدل الصفر التي قام بوضعها خلال الأزمة المالية عام 2008.
كان المتداولين صبورون حتى الآن و لم يتوقعوا بأن يتغير المعدل حتى تستقر الأوضاع في اليونان. يتوقعون 6 أشهر أخرى و ربما فترة أطول، قبل أن يرى البنك المركزي نمواً كافياً لضمان التحرك.
ما يزال توقيت رفع المعدلات في الأجواء. على الرغم من أن يللين قالت الأسبوع الماضي بأن الزيادة سوف تكون "في وقت لاحق هذا العام" من الممكن أن لا تكون حتى بداية 2016 و ربما حتى بعد ذلك.