كان المستثمرون حول العالم يركزون يوم الجمعة على تقرير رواتب القطاعات الغير زراعية الأمريكي عن شهر مايو، و الذي جاء أفضل من التوقعات، و دعم فكرة بأن الناتج القومي الإجمالي للربع الأول و البيانات الضعيفة خلال شهر أبريل كانت على الأغلب نتيجة عوامل موسمية مؤقتة أكثر منها بداية تراجع إقتصادي واسع.
سجل تقرير الوظائف الأمريكي إضافة 280,000 وظيفة جديدة في شهر مايو، مسجلاً الزيادة الأعلى منذ ديسمبر 2014، و مؤكداً على الإرتداد المسجل في شهر أبريل بعد رقم ضعيف جداً في شهر مارس. بشكل عام، زادت البطالة قليلاً إلى 5.5% من 5.4%، و لكن هذا يبدو عائداً بدرجة كبيرة إلى زيادة عدد الأشخاص الداخلين في سوق العمل، بما في ذلك مجموعة من الخريجين الجدد الذين بدؤوا البحث عن العمل بعد التخرج هذا العام.
معدل المشاركة زاد هو الآخر بمقدار 0.1% إلى 62.9%، مسجلاً أعلى مستوى له خلال 4 أشهر، في حين أن حجم العاملين المحبطين الذين توقفوا عن البحث عن العمل تراجع إلى أدنى مستوياته منذ أوكتوبر 2008.
تقرير الوظائف يوم الجمعة صور بأن الإقتصاد الأمريكي على المسار الصحيح، مزعزعاً الخوف المتعلق بإحتمالية تباطئ إقتصادي و مشيراً إلى أن الأنشطة الإقتصادية بدأت بالتحسن. بيانات التوظيف الإيجابية لم تكن هي الأخبار الجيدة الوحيدة، حيث أن البيانات الإيجابية من مبيعات السيارات و البيانات الصناعية تشير هي الآخر إلى تسارع إقتصادي بشكل عام بعد النمط الضعيف خلال الربع الأول من العام.
بالإضافة إلى ذلك، الأجور، التي تعد عامل رئيسي يأخذ في حسبان البنك الفدرالي في نقاشاته بشأن رفع معدلات الفائدة، زاد هو الآخر بمقدار 8 سنتات في شهر مايو، مع "وولمارت" (أكبر موظف أمريكي في القطاع الخاص) أعلن زيادة أجول 100,000 عامل، و هي الزيادة الثانية منذ بداية العام.
في حال كان تقرير الوظائف الإيجابي من جهة ساعد تقدم الدولار الأمريككي بنسبة 0.83% مقابل الين الياباني و 1.50% مقابل اليورو يوم الجمعة، فمن الناحية الأخرى، فقد وضع ضغط تنازلي إضافي على السندات الحكومية التي تراجعت بشكل واسع.
عوائد السندات العشر سنوية
إرتفعت عوائد السندات العشر سنوية إلى 2.41% عند نهاية الأسبوع الماضي، في تلميح إلى عمليات بيع في فئة الأصل و مشيرة إلى أن المستثمرين مقتنعين بأن البيانات الإقتصادية الأيجابية الأخيرة سوف تضغط لصالح قيام البنك الفدرالي برفع معدلات الفائدة تقبل نهاية العام.
السندات الحكومية العشر سنوية تعطي الآن 40 bps أكثر من معدل عوائد أسهم مؤشر S&P500، مما قلل من رغبة المستثمرين في الحصول على الأسهم التي، خلال الأشهر القليلة الماضية، إستبدلت السندات كإستثمار رئيسي.
في أوروبا، عمليات بيع السندات السيادية إستمرت مع إرتفاع العوائد بشكل واسع من ألمانيا إلى البرتغال إلى إيطاليا، في حين أن برنامج التيسير الكمي من البنك الأوروبي المركزي يقلل نوعاً ما السيولة و يفاقم من التحرك للأسفل.
في هذه البيئة المتقلبة في أسواق السندات، هناك القليل من المشاركين الكبار الجدد الغير متوقعين الذين قاموا بالإنضمام إلى كبار مشتري الديون: عمالقة التكنولوجيا الأمريكية: أبل و مايكروسوفت و أوراكل و شركة بدأت بالإستفادة من ضعف أسواق السندات من خلال وضع أحجام كبيرة من نقدها الذي يصل إلى نصف تريليون دولار في أسواق الديون.
ممتلكات السندات لهذه الشركات العملاقة تكشف الآن أكبر عقود ETF للسندات و صناديق الإستثمار مثل Fidelities و Vanguard، أصبحا مشاركين رئيسيين قادرين على التلاعب بالسوق و توجيه أسعار السندات من خلال القيام بمشتريات ضخمة عبر فئات مختلفة من السندات.