وفقاً لبعض المحللين، فإن العام 2015 من المفترض أن يكون عاماً مليئ بالأنشطة المثيرة بالنسبة للعملات الآسيوية حيث أن البنك الفدرالي في واشنطن يقوم بإجراءات رفع معدلات الفائدة.
"البنك الفدرالي الأمريكي سوف يقوم برفع معدلات الفائدة العام القادم، في حين أن بعض البنوك المركزية الآسيوية سوف تقوم بعكس ذلك التصرف. زخم النمو يصب بقوة في صالح الولايات المتحدة، في حين أن التراجعات الهيكلية و الدورية في بعض أجزاء آسيا سوف تشهد تضييق فروقات النمو". حسبما توقع أحد الإقتصاديين الأسبوع الماضي.
جميع العيون متجه إلى البنك الفدرالي و الذي يتوقع بشكل واسع بأن يقوم رفع معدلات الفائدة في شهر يوليو بعد الوقف التدريجي لبرنامج التيسير الذي بدأ فيه خلال الكساد الأخير.
على عكس التحرك الأمريكي، فإن أأغلبية البنوك المركزية الآسيوية تقوم بالتيسير. البنك الشعبي الصيني قام بخفض معدلات الفائدة للمرة الأولى خلال عامين في شهر أوكتوبر، في حين أن بنك كوريا المركزي قام بخفض المعدلات إلى مستويات قياسية في نفس الشهر. في هذه الأثناء، يحافظ بنك اليابان المركزي على إلتزامه بالجهود التيسيرية الضخمة، في حين أن المطالبات بخفض معدلات الفائدة في تايلندا و أستراليا تتنامى.
هناك توقعات بتراجع العملات الآسيوية بنسبة 3% في العملات الآسيوية خلال العام 2015، كما هو الحال في العام 2014. و لكن مخاطر الكساد الكبير موجودة في حال أدت السياسة المالية الأمريكية الأضيق إلى خروج المحافظة المالية الكبيرة من المنطقة.
وفقاً لـ "Saxo Capital Markets" : "البنوك المركزية و الإقتصاديات العالمية الرئيسية غير متناسقة على الإطلاق و إنهيار سعر النفط أضاف إنحراف إقتصادي و جيوسياسي كبير جديد للأسواق العالمية". و قال رئيس التجارة الأجنبية لدى الشركة "جون هاردي" في ملاحظة الأسبوع الماضي بأنه يتوقع بأن "قوة الدولار الأمريكي على الأداء الأمريكي الفائق" العام القادم.
التقلبات
و يرى "هاردي" بأن الوضع من النوع الذي يحتوي على 4 أنواع من محفزات "ماذا لو" و التي من الممكن أن تتسبب في تقلب العملات العام القادم. هذه الأمور تتضمن تدفقات السندات الأمريكية الغير مرغوب فيها و إستقالة رئيس البنك الأوروبي المركزي "ماريو دراغي"، و تخفيض عملة الياون الصيني و التراجع الكبير على الين الياباني.
"هناك بالفعل مؤشرات على أن سوق السندات الأمريكية الغير مرغوب بها في الولايات المتحدة تتعرض لضغوط كبيرة هنا في أواخر العام 2014. السيولة سيئة جداً في هذه السندات" قال "هارلي". "السندات الغير مرغوب بها فيما يتعلق بالصخر الزيتي الأمريكي هي التي تقع في منطقة الخطر بشكل واضح و تدفق المستثمرين خارج السنندات من الممكن أن تؤدي إلى الأذى و أن ترى قيام البنك الفدرالي بإيقاف جميع الأفكار المتعلقة برفع معدلات الفائدة". و الذي من الممكن أن يؤدي إلى تراجع الدولار بشكل حاد.
مع إرتفاع خطر خفض القيمة في الصين وسط إنفكاك فقاعة الإئتمان الخاصة بها فإن هناك مخاطرة بأن الصين سوف تسير على خطى بنك اليابان المركزي من خلال خفض قيمة الياون. وفقاً لهاردي، فإن هذا سوف يصدر موجة من الركود لبقية العالم، "إطلاق فصل جديد و خطير من حرب العملات".
يرى الإقتصاديون بأن الياون و الرينجيت الماليزي هما العملتان الآسيويتان الوحيدتان التي يتوقع بأن يرتفعا مقابل الدولار خلال العام القادم.
عمليات البيع المفرط خلال شهر ديسمبر (على الرينجيت) على خلفية التراجع في أسعار النفط تبدو كمؤشرات على أن الرينجيت سوف يقوم بالتصحيح قليلاً من مستويات البيع المفرط. في هذه الأثناء، الدولار إرتفع بحوالي 1.6% مقابل الرينجيت حتى تاريخه.
في قاع القائمة، هناك الون الكوري الذي يبدو بأنه سوف يكون له أسوء أداء خلال العام القادم من بين العملات الآسيوية. "تنافسية الصادرات الكورية تتأكل بشكل كبير بسبب الين الضعيف و الزيادة في تنافسية الصين. معدل الصرف الحقيقي الفعال للون مقابل الين تقترب من أعلى مستوياتها على الإطلاق، و هناك حاجة لعملة أضعف". كما أشار أحد المحللين الماليين.