ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الليرة التركية USD/TRY مع بداية تداولات اليوم الثلاثاء 23 ديسمبر 2025، ليتداول سعر صرف الدولار مقابل الليرة التركية اليوم قرب مستوى 42.6 ليرة ما يعكس استمرار الضغوط على الليرة التركية رغم التراجع الواضح في معدلات التضخم. حيث شهد التضخم في تركيا تراجعا لمستويات 31.07% وهو أدنى مستوى في أربع سنوات. إلا أن سلوك سعر الصرف يؤكد أن الأسواق لا تزال متحفظة تجاه التحول السريع في السياسة النقدية نحو التيسير.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
هذا التباين بين تحسن البيانات الاسمية وضعف العملة يعكس شكوكا قائمة حول استدامة هذا المسار في بيئة اقتصادية وسياسية لم تستقر بعد بشكل كامل. منذ منتصف عام 2023 اعتمدت السلطات نهج التعويم المدار بدلًا من الدفاع المباشر عن الليرة وهو ما سمح بتراجع تدريجي للعملة بهدف دعم الصادرات. لكن وتيرة الانخفاض تسارعت خلال الأشهر الأخيرة مع تسجيل مستويات قياسية جديدة في ديسمبر الأمر الذي أعاد تسعير علاوة المخاطر السياسية وأضعف تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية الضرورية لدعم الاحتياطيات. في هذا الإطار جاء قرار خفض الفائدة بمقدار 150 نقطة أساس دفعة واحدة متجاوزا توقعات السوق ليعكس تحول واضح في الأولويات من كبح التضخم لدعم النمو رغم بقاء سعر الفائدة الحقيقي في المنطقة الإيجابية عند مستوى 38%، كما ويمكن متابعة أفضل شركات التداول في تركيا للمزيد
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
مع الاقتراب من العام الجديد 2026 تبرز قضية الحد الأدنى للأجور كأحد أكثر الملفات حساسية وتأثيرا على المشهد النقدي. المطالبات بزيادات تتجاوز 30 بالمائة تصطدم بمخاوف رسمية من عودة ضغوط الأجور والأسعار بما قد يقوض مكاسب عام 2025. أي قرار برفع الأجور بأكثر من 25 بالمائة قد يدفع البنك المركزي للتريث أو إيقاف دورة التيسير النقدي مبكرا لتفادي عودة التضخم للصعود. بذلك يصبح مسار السياسة النقدية في العام المقبل رهين تحقيق توازن دقيق بين الاستقرار الاجتماعي والانضباط النقدي.
الدولار الأمريكي يتراجع وسط انقسام الاحتياطي الفيدرالي وتصاعد الضغوط الجيوسياسية
يعكس تراجع مؤشر الدولار الأمريكي نحو مستوى 98 نقطة، تصاعد الضغوط على العملة الخضراء مع اقتراب نهاية عام 2025. هذا التحرك لا يرتبط بعامل واحد بقدر ما يعكس تزامنا نادرا بين انقسام داخلي واضح في صفوف الاحتياطي الفيدرالي وتصاعد التوترات الجيوسياسية، وهو ما وضع الدولار أمام أحد أصعب اختباراته منذ بدء دورة التيسير النقدي الحالية.
الخلاف داخل الفيدرالي بات أكثر وضوحا بين تيار يميل لتسريع خفض الفائدة مع تزايد مخاطر الركود، وآخر يدعو إلى التريث وترك الوقت لتقييم أثر التخفيضات السابقة، وهو ما زاد من تقلبات أسواق السندات وأضعف ثقة المستثمرين في وضوح المسار النقدي خلال الأشهر المقبلة. في الوقت ذاته، أضاف التصعيد الجيوسياسي في منطقة الكاريبي بعد ضاغ جديد على الدولار، حيث تحولت الأسواق لوضع تجنب المخاطر، لكن بشكل غير تقليدي دفع السيولة نحو الذهب بدلا من العملة الأمريكية، مع تسجيل المعدن الأصفر مستويات قياسية جديدة. كما زادت الضغوط مع التحول الحاد في سوق العملات أمام الين الياباني، بعد رفع بنك اليابان سعر الفائدة إلى مستويات لم تُسجل منذ ثلاثة عقود، ما أدى إلى تفكيك واسع لصفقات الكاري تريد وتقلص الفارق في العوائد بين الولايات المتحدة واليابان.
تحليل سعر صرف الدولار مقابل الليرة التركية
تقنيا، يظهر الرسم البياني اليومي لـ سعر صرف زوج الدولار الأمريكي مقابل الليرة التركية استمرار الاتجاه الصاعد داخل قناة سعرية منتظمة، مع تداول السعر قرب مستوى 42.87 في نطاق علوي من القناة، ما يعكس هيمنة واضحة للزخم الصاعد على المدى القصير.
فنيا، يتحرك مؤشر القوة النسبية RSI قرب مستويات مرتفعة أعلى مستويات 80، وهو ما يشير لتشبع شرائي نسبي لكنه يتماشى مع طبيعة الاتجاه القوي دون ظهور إشارات انعكاس مؤكدة حتى وقت كتابة تلك السطور، بينما يدعم مؤشر الماكد استمرار الميل الإيجابي رغم تباطؤ الزخم. لذلك، من المرجح أن يشهد السعر اليوم حركة مائلة للصعود أو تماسكا إيجابيا أعلى مستوى 42.50، مع استهداف مستويات قريبة من الحد العلوي للقناة حول 43.20، في حين قد تظهر تصحيحات محدودة باتجاه 42.30 دون الإخلال بالاتجاه الصاعد طالما حافظ السعر على التداول أعلى تلك المستويات.