يتداول زوج الدولار مقابل الدرهم اماراتي (AED/USD) عند مستوى 3.6725 في مشهد يجسد الاستقرار الكامل وسط تقلبات عالمية حادة، فبينما يسجل الذهب قمما تاريخية أعلى 4400 دولار ويتراجع مؤشر الدولار لحدود 98.6، يظل الدرهم الإماراتي ثابتا أم الدولار المريكي بفضل نظام الربط، ما يعزز دوره كمرساة استقرار لتدفقات رؤوس الأموال في المنطقة. هذا التحرك المحدود للغاية لا يعكس ضعفا أو قوة، بل يؤكد التزام السوق المصرفي بالسعر الرسمي، ويمنح المستثمرين درجة عالية من اليقين في بيئة عالمية مضطربة.

تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
هذا الاستقرار مدعوم بخطوة استراتيجية حديثة من مصرف الإمارات المركزي، الذي قام بتخفيض سعر الأساس بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.65% توافقا مع قرار الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما حافظ على توازن فارق الفائدة ومنع أي ضغوط على ربط العملة، كما ويمكن متابعة أفضل شركات التداول في الإمارات للمزيد
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
في الوقت ذاته، تستفيد الإمارات من بيئة عالمية داعمة لتدفقات رأس المال، حيث يعزز الارتفاع القياسي للذهب مكانة دبي كمركز عالمي للتداول، بينما تشهد المنطقة قفزة قوية في صفقات الاندماج والاستحواذ، مدفوعة بالاستثمار في البنية الرقمية ومشاريع الذكاء الاصطناعي، دون قلق من مخاطر سعر الصرف. على الصعيد الاقتصادي، بدأت آثار السياسة النقدية التيسيرية بالظهور عبر انخفاض تكاليف الاقتراض والتمويل العقاري لأدنى مستوياتها منذ نحو ثلاث سنوات، ما يدعم النشاط الاقتصادي مع دخول 2026.
هذا الزخم، إلى جانب توسع القطاعات غير النفطية، يفسر التوقعات الإيجابية لنمو الناتج المحلي الإجمالي للإمارات عند نحو 5.3% في 2026، متفوقة بذلك على معظم الاقتصادات المتقدمة، في نموذج يجمع بين الاستقرار النقدي والمرونة الاقتصادية.
الدولار يترقب البيانات الحاسمة وإشارات الاحتياطي الفيدرالي
يشهد الدولار اليوم حالة من الترقب والحذر، حيث يتحرك مؤشر الدولار قرب مستوى 98.6 في ظل غياب الزخم القوي، مع انتظار الأسواق لسلسلة أخبار مفصلية خلال آخر أسبوع تداول كامل من عام 2025. هذا الهدوء النسبي يأتي بعد فترة من الضغوط على العملة الأمريكية، خاصة مع تزايد الحديث عن اقتراب الاحتياطي الفيدرالي من إيقاف دورة التيسير النقدي، إضافة إلى التطورات العالمية التي أعادت رسم خريطة الفروقات في أسعار الفائدة، وعلى رأسها التحول اللافت في سياسة بنك اليابان. ورغم تراجع الدولار عن قممه المسجلة في 2023 2024، إلا أنه لا يزال محافظا على تماسكه بفضل حالة عدم اليقين التي تسيطر على المستثمرين.
في المقابل، تتركز أنظار الأسواق هذا الأسبوع على بيانات اقتصادية مؤجلة بسبب الإغلاق الحكومي السابق، وفي مقدمتها قراءة الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، والتي تُعد اختبار حقيقي لقوة الاقتصاد الأمريكي قبل الأزمة المالية الأخيرة. في غضون ذلك، عززت تصريحات رئيسة بنك كليفلاند الفيدرالي، بيث هاماك، من احتمالات التوقف المؤقت لخفض الفائدة بعد التخفيضات المتتالية العام الحالي، مؤكدة ضرورة انتظار بيانات أكثر وضوحا.
التحليل الفني للدرهم الإماراتي مقابل الدولار الأمريكي
تقنيا، يظهر الرسم البياني اليومي لسعر صرف زوج الدولار الأمريكي مقابل الدرهم الإماراتي استمرار حالة الاستقرار الشديد حول مستويات 3.6725، مع تحركات محدودة جدا تعكس الالتزام الصارم بنظام الربط عند النطاق الرسمي. فنيا، مؤشر القوة النسبية RSI تتحرك قرب المستوى المحايد دون زخم يذكر. في غضون ذلك، يظل مؤشر الماكد ثابت تقريبا، وهو ما يؤكد غياب أي اتجاه سعري حقيقي.أيضا، تظل مستويات 3.6710 – 3.6715 دعم قريب، في حين تشكل مستويات 3.6735 – 3.6743 مقاومة محدودة داخل نطاق التداول الضيق الموضح بالرسم المرفق.
وفقا لذلك، نتوقع أن يستمر الزوج خلال الأيام القادمة في تداوله العرضي الضيق حول مستويات 3.6725 دون تغيرات جوهرية، ما لم يطرأ قرار استثنائي على سياسة الربط أو صدمة نقدية كبيرة في الأسواق العالمية، وهو سيناريو يظل مستبعدا على المدى القريب.