يكشف هدوء أسواق نهاية العام المرتبط بعطلة عيد الميلاد عن صورة تبدو مستقرة ظاهريا لكنها تخفي تحولات هيكلية أعمق في أسواق الطاقة. ففي حين يحد تراجع السيولة من حدة التحركات السعرية لسعر صرف العقود الآجلة الأمريكية للغاز الطبيعي مقابل الدولار الأمريكي تسليم شهر كانون الثاني (XNG/USD) على المدى القصير، حيث تواصل علاوة المخاطر الجيوسياسية في دعم أسعار الطاقة، خاصة مع التطورات المرتبطة بتشديد الضغوط على الصادرات الفنزويلية، وهو ما يقيد المعروض الفعلي حتى دون تغير في حجم الإنتاج المعلن.

تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
في المقابل، تظل أسواق شديدة الحساسية لأي تقدم محتمل في مسار التسوية بين روسيا وأوكرانيا، إذ إن أي انفراجة قد تفتح الباب أمام عودة كميات كبيرة من النفط الروسي المخزن عائما، ما قد يشكل عامل ضغط هبوطي قوي على الأسعار. في الولايات المتحدة، يبرز تناقض لافت بين تراجع عدد منصات الحفر إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من أربع سنوات واستمرار الإنتاج قرب مستوياته القياسية.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
هذا التباين يعكس تحولا في سلوك الشركات نحو تعظيم الكفاءة بدل التوسع، مستفيدة من تقنيات الحفر المتقدمة والآبار الأفقية الطويلة، إلى جانب تبني نهج حذر يركز على الحفاظ على العوائد للمساهمين بدل ضخ استثمارات جديدة قبل التأكد من استقرار الأسعار فوق نطاق 50 60- دولار أمريكي للخام الأمريكي.
تقنيا، يظهر الرسم البياني لسعر صرف عقود الغاز الطبيعي الأمريكي على إطار الأربع ساعات محاولة واضحة لبناء قاع صاعد بعد موجة الهبوط الحادة التي أعقبت تسجيل قمة قرب 5.47 دولار، حيث عاد السعر للاستقرار أعلى مستويات 4.12 دولار أمريكي المتزامنة مع دعم السوبرترند، ما يعكس تحسن تدريجي في الزخم الشرائي. التداولات الأخيرة تشير لخروج الزوج من نطاق التذبذب السفلي مع اختراق مستويات 4.24 دولار، في حين يدعم مؤشر الماكد هذا السيناريو عبر تقاطع إيجابي وتحول الزخم للمنطقة الإيجابية، وهو ما يعزز احتمالات استمرار التعافي طالما حافظ السعر على التداول أعلى الدعم المحوري بين 4.10 و4.00 دولار.
أما على المدى القصير، فمن المتوقع أن يتحرك سعر صرف الغاز الأمريكي ضمن نطاق صاعد حذر مع استهداف أولي لمستويات 4.35 ثم 4.45 دولار، حيث تمثل هذه المنطقة مقاومة فنية قريبة قد تشهد بعض التهدئة أو جني الأرباح. في المقابل، أي تراجع باتجاه 4.12 دولار قد يعد فرصة لإعادة بناء الزخم الصاعد طالما لم يحدث كسر واضح أسفل مستويات 3.83 دولار أمريكي، إذ إن الثبات أعلى تلك المستويات يبقي السيناريو الإيجابي قائما مع ترقب توسع الحركة الصعودية خلال الجلسات المقبلة.