شهدت أسعار الذهب تراجع ملحوظ في ديسمبر 2025، حيث انخفضت الأونصة الفورية إلى نحو 4191 دولارًا، رغم توقعات السوق بخفض أسعار الفائدة الأميركية. جاءت هذه التراجعات بعد بيانات وظائف القطاع الخاص التي أظهرت أكبر انخفاض خلال عامين ونصف العام، مع تراجع الوظائف بمقدار 32 ألف وظيفة في نوفمبر وفق تقرير مؤسسة ADP. وعلى الرغم من هذه البيانات الضعيفة، لم يحقق الذهب ارتفاعات كبيرة بسبب حذر المستثمرين من أي مفاجآت محتملة في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث يُتوقع أن يظل رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول متحفظًا تجاه خفض الفائدة بسرعة، حفاظًا على الاستقرار الاقتصادي ومنع ارتفاع التضخم.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
في الأسواق المحلية، انخفض جرام الذهب عيار 21 إلى نحو 5600 جنيه، وبلغ عيار 24 نحو 6400 جنيه، بينما حافظ الجنيه الذهب على استقراره عند 44,800 جنيه. ويرتبط هذا التراجع بحذر المستثمرين وجني الأرباح الجزئي، وسط ترقب صدور بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي وطلبات إعانة البطالة لتحديد اتجاه الفائدة الأميركية.
العوامل المؤثرة على توقعات الذهب في 2026
تتأثر أسعار الذهب بعدة عوامل رئيسية، أبرزها سياسات الفيدرالي الأميركي وخفض الفائدة المتوقّع، وضعف الدولار الأميركي، إضافة إلى التوترات الجيوسياسية. وفق أداة CME FedWatch، من المتوقع أن يقدم الفيدرالي خفضًا للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال الاجتماع المقبل بنسبة 88.2%، مع توقعات خفض إضافي في بداية 2026 تتراوح بين 25 و50 نقطة أساس.
كما تلعب التوترات السياسية والاقتصادية دورًا كبيرًا في تحريك أسعار الذهب عالميًا. فقد أثرت النزاعات في الشرق الأوسط والتوترات بين إسرائيل وحماس، بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة باستقلالية الفيدرالي الأميركي، على زيادة الطلب على المعدن كملاذ آمن.
السيناريوهات المحتملة لأسعار الذهب في 2026
حدّد مجلس الذهب العالمي أربعة سيناريوهات متوقعة لأداء الذهب خلال عام 2026:
- السيناريو الأساسي: تحرك الذهب ضمن نطاق مستقر نسبيًا بدعم من نمو اقتصادي عالمي بنسبة 2.7–2.8%، مع خفض أسعار الفائدة عالميًا بنحو 75 نقطة أساس.
- سيناريو التباطؤ الأميركي: ارتفاع الذهب بين 5–15% نتيجة تباطؤ الاقتصاد الأميركي وزيادة الطلب على الأصول الآمنة.
- سيناريو "حلقة الانهيار": صعود الذهب بين 15–30% في حال تباطؤ اقتصادي عالمي أعمق وتفاقم التوترات الجيوسياسية.
- السيناريو السلبي: تراجع الذهب بين 5–20% إذا انتعش الاقتصاد العالمي وارتفعت عوائد السندات والدولار.
توقعات المؤسسات المالية العالمية
أبرزت المؤسسات المالية العالمية تفاؤلها بأسعار الذهب خلال 2026. دويتشه بنك رفع توقعاته إلى 4450 دولارًا للأونصة مع نطاق متوقع بين 3950 و4950 دولارًا، بينما توقعت جولدمان ساكس أن يصل الذهب إلى مستوى قياسي عند 5000 دولار بحلول نهاية العام. كما رفعت مورغان ستانلي توقعاتها إلى 4400 دولار، مستندة إلى ضعف الدولار وشراء قوي لصناديق الاستثمار المدعومة بالذهب.
المخاطر والتحديات المحتملة
على الرغم من التفاؤل، تواجه أسعار الذهب مخاطر عدة، أبرزها قوة الدولار المفاجئة أو تثبيت الفيدرالي لأسعار الفائدة، بالإضافة إلى ضعف الطلب على المجوهرات التي تمثل نحو 40% من الاستهلاك العالمي للذهب. كما قد تؤثر التغيرات في قطاع التعدين والتكنولوجيا على العرض المستقبلي، رغم أن تحسين تقنيات الاستخراج وإعادة التدوير قد يخفف من هذه الضغوط على الأسعار.
الخلاصة
يُتوقع أن يشهد الذهب في 2026 ارتفاعات ملحوظة على المستوى العالمي، مع احتمال تجاوز الأونصة 5000 دولار، مدعومًا بخفض الفائدة وتراجع الدولار وتزايد المخاطر الجيوسياسية. وفي السوق المحلي المصري، سيتأثر السعر بتحركات الدولار مقابل الجنيه، ما قد يخلق استقرارًا نسبيًا رغم الارتفاعات العالمية.
وشهدت أسعار الذهب تقلبات ملحوظة في ديسمبر 2025، مع تراجع الأونصة الفورية إلى نحو 4191 دولارًا رغم بيانات الوظائف الضعيفة، بينما ينتظر المستثمرون بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي لتحديد اتجاه الفائدة الأميركية. اما عوامل دعم الذهب تشمل خفض الفائدة المتوقع، ضعف الدولار، والتوترات الجيوسياسية، فيما تشكل عوائد السندات والطلب الضعيف على المجوهرات ضغوطًا على الأسعار. اما توقعات 2026 تشير إلى أربعة سيناريوهات: استقرار نسبي، ارتفاع 5–15% مع تباطؤ أميركي، صعود 15–30% مع تباطؤ عالمي عميق، وتراجع 5–20% مع انتعاش الاقتصاد. اما المؤسسات المالية تتوقع وصول الذهب إلى 4400–5000 دولار عالميًا، بينما يتأثر السوق المصري بحركة الدولار المحلي.
