يتداول زوج الدولار مقابل الدرهم اماراتي (AED/USD) اليوم الاثنين 29 ديسمبر/كانون الأول قرب مستوى 3.6725 درهم دون تغير يذكر، في انعكاس مباشر لثبات سياسة ربط الدرهم بالدولار الأمريكي رغم التقلبات التي شهدتها الأسواق العالمية خلال عام 2025. هذا الاستقرار لا يعكس ضعف حركة بقدر ما يؤكد عودة السعر لمستوى الربط الدقيق بعد تذبذبات يومية محدودة، ليظل الدرهم من أكثر العملات استقرارا على مستوى الأسواق الناشئة.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
بوضوح هذا الثبات مدعوما بالتناغم الكامل بين سياسة مصرف الإمارات المركزي والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث خفّض المصرف المركزي سعر الأساس لمستوى 3.65% في ديسمبر/كانون الأول تماشيا مع ثالث خفض للفيدرالي خلال العام الجاري. هذا الربط مكن الاقتصاد الإماراتي من الاستفادة من مسار تراجع التضخم الأمريكي، مع الحفاظ على قوة الدرهم أمام عملات رئيسية أخرى مثل اليورو والين، في وقت أنهت فيه الإمارات عام 2025 بأداء اقتصادي قوي مدعوم بنمو الأنشطة غير النفطية وتدفقات استثمار أجنبي قياسية وتوسع ملحوظ في الاتفاقيات التجارية الدولية، كما ويمكن متابعة أفضل شركات التداول في الإمارات للمزيد
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
مع الوقوف على مشارف عام 2026، تتجه الأنظار لمرحلة جديدة تجمع بين انخفاض تدريجي في أسعار الفائدة وأكبر موازنة اتحادية في تاريخ الدولة بقيمة 92.4 مليار درهم، ما يعزز بيئة التوسع الاقتصادي ويخفض تكاليف الاقتراض للأفراد والشركات. في هذا السياق، من المتوقع استمرار استقرار زوج الدولار مقابل الدرهم عند مستوى الربط 3.6725، مع احتمالات تحسن أوضاع الائتمان ودعم الطلب المحلي، خاصة في ظل توقعات نمو اقتصادي قوي يقوده القطاع غير النفطي واستمرار غياب أي ضغوط ضريبية جديدة على النشاط الاقتصادي.
الدولار الأمريكي في 2025: تراجع تاريخي وتحول نقدي
يمثل تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنحو 9% على أساس سنوي العنوان الأبرز للمشهد النقدي خلال عام 2025، وهو تراجع لا يعكس ضعف اقتصادي تقليدي بقدر ما يكشف عن تحوّل أعمق في نظرة الأسواق إلى ما يعر
في هذا السياق، ينصب تركيز الأسواق على هوية الرئيس المقبل للاحتياطي الفيدرالي مع اقتراب نهاية ولاية جيروم باول في مايو/آيار لعاف بـ«تجارة ترامب» وإلى المسار المستقبلي لسياسة الاحتياطي الفيدرالي. هذا الأداء يضع الدولار في أسوأ أعوامه منذ 2017، ويؤكد أن الضغوط الحالية ناتجة عن عوامل سياسية ونقدية متداخلة أكثر من كونها دورة اقتصادية عادية.م 2026، حيث يتصدر المشهد اسمان بمدرستين مختلفتين. الرهان المتزايد على كيفن هاسيت، المعروف بدعمه لسياسة نقدية أكثر مرونة، يعزز توقعات خفض الفائدة بوتيرة أسرع مما هو مسعر في الوقت الحالي، وهو ما قد يدفع مؤشر الدولار الأمريكي لمزيد من التراجع خلال النصف الأول من 2026.
في المقابل، يعكس ترقب محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية الأخير حجم الانقسام داخل صناع القرار حول الوصول لمستوى «مستوى الفائدة المحايد»، ما يفتح الباب أمام تقلبات ملحوظة في أسواق العملات، خاصة أمام اليورو والجنيه الإسترليني، حتى مع بقاء ربط الدرهم بالدولار دون تغيير.
التحليل الفني للدرهم الإماراتي مقابل الدولار الأمريكي
تقنيا، يتداول زوج الدرهم الإماراتي مقابل الدولار الأمريكي قرب مستوى 0.2719 على الإطار اليومي في حركة عرضية شديدة الضيق تعكس ثبات سياسة الربط النقدي واستقرار السيولة، حيث يظهر السعر محصورًا داخل نطاق محدود دون اتجاه واضح. المؤشرات الفنية تؤكد هذا السلوك المستقر، إذ يتحرك السعر قرب خط السوبر ترند دون أي اختراقات معتبرة، بينما يظل مؤشر الماكد قرييا من خط الصفر بما يعكس غياب الزخم واتزان قوى العرض والطلب، وهو سلوك طبيعي لزوج مرتبط بسعر صرف شبه ثابت.
أما توقعات السعر خلال الأيام القادمة فتشير لاستمرار التداول الجانبي دون تغيرات جوهرية، مع بقاء السعر مستقرا حول مستوياته الحالية طالما لم يطرأ أي تعديل رسمي على سياسة الربط أو تحرك استثنائي في الدولار الأمريكي على صعيد عالمي. من المرجح أن يظل الزوج داخل نطاقه الضيق الحالي مع تقلبات طفيفة للغاية، ليبقى الاستقرار هو السيناريو الأساسي خلال الفترة المقبلة، في ظل غياب أي محفزات نقدية مباشرة قد تدفع لكسر الزوج هذا النطاق.