يواصل سعر صرف الدولار مقابل الليرة التركية USD/TRY ارتفاعه، حيت تستمر الليرة التركية مسارها الضعيف أمام الدولار الأمريكي، بعدما سجل زوج الدولار/ليرة مستوى 42.3433 خلال تداولات اليوم 18 نوفمبر 2025، وهو ما يعكس اضمحلال سنوي في قيمة الليرة التركية يقترب من 22.73 بالمائة وسط تحديات هيكلية عميقة وتوجهات نقدية مثيرة للجدل. يكمن جوهر المشكلة في استمرار البنك المركزي التركي في خفض أسعار الفائدة رغم بقاء التضخم فوق 32%، حيث جاء خفض أكتوبر بمقدار 100 نقطة أساس ليُبقي سعر الفائدة عند 39.5 بالمائة، وهو مستوى لا يمنح الليرة عائد حقيقي كافي لتعويض ضغوط الأسعار. هذا النهج يضع العملة أمام فجوة متسعة بين السياسة النقدية وواقع الأسعار، ويفقد الليرة جاذبيتها لدى المستثمرين الأجانب، فيما تشير التوقعات اخفض جديد في ديسمبر، الأمر الذي يعمّق رهانات السوق على مزيد من الضعف خلال الأسابيع المقبلة.

تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
قرار الفائدة في ديسمبر يضع الليرة التركية أمام اختبارها الأخير هذا العام
وسط ترقب شديد من جانب الأسواق، يستعد البنك المركزي التركي لعقد اجتماعه الأخير هذا العام يوم الخميس 11 ديسمبر في تمام الساعة 11:00 صباحا بتوقيت غرينتش. ينظر لهذا الاجتماع باعتباره محطة حاسمة في مسار السياسة النقدية، خاصة بعد عام اتسم بتخفيضات متتالية للفائدة رغم بقاء معدلات التضخم عند مستويات مرتفعة نسبيا. ويترقب المستثمرون البيان الذي يصدر مباشرة عقب الاجتماع، باعتباره المؤشر الرسمي الأخير الذي سيكون متاحا للأسواق قبل بداية العام الجديد، كما ويمكن التعرف على أفضل شركات مجال التداول في تركيا للمزيد
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
على صعيد التوقعات، تجمع التوقعات الحالية على استمرار دورة التيسير النقدي وإن كان بوتيرة محسوبة. فوفقا لتقديرات السوق، من المرجح أن يخفض البنك المركزي سعر إعادة الشراء لأسبوع واحد من 39.5 بالمائة إلى نحو 37.5 بالمائة، أي خفض بمقدار 200 نقطة أساس. هذا السيناريو ينسجم مع النهج الذي تبنته المؤسسة خلال الأشهر الماضية، إذ تستند السلطات النقدية إلى فكرة أن الفارق بين الفائدة الحالية ومعدل التضخم البالغ 32.87 بالمائة ما زال يسمح بتخفيض محدود للفائدة مع الحفاظ على ما تعتبره «سياسة نقدية مشددة نسبيا» وفق معاييرها الداخلية. ومع ذلك، تبقى مساحة الخطأ هامشية. فبينما يرى المستثمرون أن خفضا بمقدار 200 نقطة أساس بات “مسعرا” مسبقا، فإن أي خطوة أكبر (مثل 300 نقطة أساس) ستفتح الباب أمام موجة بيعية جديدة على الليرة التركية.
في غضون ذلك، أثر القرار على سعر صرف الدولار مقابل الليرة سيكون مباشرا وسريعا. السيناريو الأكثر حساسية يتمثل في أن أي خفض أكبر من المتوقع سيترجم فورا بارتفاع جديد في زوج USD/TRY، بينما قد يمنح التثبيت أو الخفض المحدود دون 200 نقطة أساس بعض الدعم المؤقت للعملة، على الأقل حتى صدور البيانات الاقتصادية الأولى للعام الجديد. هكذا يصبح اجتماع 11 ديسمبر/كانون الأول ليس مجرد قرار دوري، بل آخر إشارة رسمية ستعتمد عليها الأسواق لتقدير مسار الليرة خلال الأسابيع المقبلة.
تحليل سعر صرف الدولار مقابل الليرة التركية
تقنيا، يُظهر الرسم البياني الأسبوعي لزوج الدولار مقابل الليرة التركية USD/TRY استمرار الاتجاه الصاعد القوي دون أي تصحيحات مؤثرة، حيث يتداول الزوج اليوم قرب مستوى 42.34 دولار أمريكي بعد اختراقات متتالية لمستويات مقاومة تحولت الآن لدعوم عند 40.51 دولار أمريكي ثم مستويات 36.30 دولار أمريكي، وهو ما يعكس غياب أي ضغط بيعي حقيقي في ظل السياسة النقدية التيسيرية للبنك المركزي التركي وتوقعات خفض الفائدة في ديسمبر.
من الناحية الفنية، بقاء الزوج أعلى 42.20 دولار أمريكي يبقي الزخم الصعودي قائما، بينما استمرار مؤشر المومنتم فوق مستويات الحياد يدعم السيناريو ذاته. توقعات السعر اليوم ترجح استمرار الصعود التدريجي نحو 42.70 دولار أمريكي ثم مستويات 43.00 دولار أمريكي ما لم يشهد السوق تدخل ااستثنائيا أو إعلانا مفاجئا من الجانب التركي.