شهدت أسعار صرف العقود الآجلة الأمريكية للغاز الطبيعي مقابل الدولار الأمريكي تسليم شهر تشرين الثاتي المقبل (XNG/USD) ضغط واضح خلال تداولات الفترة الأوروبية من اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر/تشرين الأول. لتتداول بالقرب من أدنى مستوياتها في 3 أسابيع عند 3.08 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وسط تراجع معنويات المستثمرين نتيجة للعديد من العوامل الأساسية قصيرة الأجل، أبرزها اعتدال الأحوال الجوية وارتفاع مستويات المخزون مقارنة بالمتوسط التاريخي، في حين أن التراجع الطفيف في الإنتاج لم يكن كافيا لتغيير الاتجاه العام. حيث تشير البيانات إلى أن المخزونات الأمريكية نمت بحوالي 4% عن المعدل الموسمي المعتاد، مما يعزز استمرار كبح الأسعار وسط وفرة المعروض.
ورغم هذه الضغوط، فإن بعض العوامل لا تزال تحد من التراجع الحاد للأسعار، وفي مقدمتها الطلب القوي على صادرات الغاز الطبيعي المسال. فقد ارتفعت تدفقات الغاز لمحطات التسييل الأمريكية لتصل إلى 16.3 مليار قدم مكعب يوميا خلال أكتوبر الجاري، مسجلة أعلى معدل يومي في ستة أشهر عند 17 مليار قدم مكعب على أساس يومي، مدعومة بإعادة تشغيل محطة كوف بوينت (Cove Point) بعد فترة الصيانة، وهو ما ساعد في الحفاظ على بعض الدعم السعري في ظل ضعف الطلب المحلي.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
أما في أوروبا، فقد شهدت أسعار الغاز الطبيعي تراجعًا من ذروة ستة أسابيع، لتتداول العقود الآجلة دون مستوى 32 يورو لكل ميجاواط/ساعة بعد أن لامست 33.3 يورو. ويأتي هذا التراجع وسط موازنة دقيقة بين وفرة المخزونات من جهة وارتفاع المخاطر الجيوسياسية وتزايد الطلب الموسمي من جهة أخرى. إذ تبلغ نسب التخزين في الاتحاد الأوروبي نحو 82.9% من السعة الإجمالية، مع تسجيل مستويات مرتفعة في إيطاليا (93%) وفرنسا (92.5%)، بينما بلغت في ألمانيا 76.2%. كما تشير توقعات المدى الطويل إلى احتمال وفرة المعروض على الصعيد العالمي مع زيادة طاقة تسييل الغاز المسال بنسبة 60% بحلول عام 2030، نصف تلك الكمية قادم من الولايات المتحدة الأمريكي، ما قد يؤدي لتراجع الأسعار في المدى البعيد.
تقنيا، شهد سعر صرف الغاز الطبيعي على الإطار الزمني الأسبوعي استمرار الضغوط البيعية بعدما فشل السعر في الثبات أعلى المتوسط المتحرك الأسي (EMA 9) عند 3.12، مما يشير إلى ضعف الزخم الصعودي. كما يعكس مؤشر القوة النسبية (RSI) قراءة عند 47، أي دون مستوى الحياد 50، وهو ما يدعم النظرة السلبية قصيرة المدى. فنيا، فشل السعر في اختراق مستوى المقاومة 3.25 دولار أمريكي دفع المتداولين لجني الأرباح.
على صعيد توقعات سعر صرف الغاز الطبيعي مقابل الدولار أمريكي، من المتوقع اليوم أن يواصل الغاز الأمريكي تراجعه في حال استقرار الأسعار دون مستوى 3.10 دولار أمريكي، ليستهدف مستويات الدعم التالية عند 2.87 دولار أمريكي، والتي تمثل مستوى دعم محوري من تداولات سبتمبر الماضي. أما في حال عودة الزخم الشرائي أعلى مستوى 3.16 فقد نشهد ارتداد محدود باتجاه مستويات 3.25 دولار أمريكي. أخيرا، نرجه استمرار ميل الاتجاه العام للهبوط ما لم يتم اختراق واضح أعلى المتوسط المتحرك، خاصة مع استمرار ضعف الطلب وارتفاع المخزونات في الأسواق الأمريكية.