تذبذب أسعار صرف العقود الآجلة الأمريكية للغاز الطبيعي مقابل الدولار الأمريكي تسليم شهر تشرين الثاتي المقبل (XNG/USD) خلال تداولات الفترة الأوروبية من اليوم الأربعاء 15 أكتوبر/تشرين الأول حول مستويات 3.04 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. لتسجل أدنى مستوياتها منذ الأسبوع الأخير في أيلول الماضي، متأثرة بتوقعات الطقس المعتدل وارتفاع مستويات المخزون، ما خفف من مخاوف نقص الإمدادات. وتشير التحديثات المناخية الأخيرة لاستمرار الأجواء الأكثر دفئًا من المعتاد حتى نهاية أكتوبر، وهو ما يقلل من التوقعات بزيادة الطلب على التدفئة. في الوقت ذاته، أوضحت توقعات "NatGasWeather" أن موجات البرد القوية قد لا تبدأ بالوصول إلا في الأسبوع الأخير من الشهر.
في المقابل، تدعم بعض العوامل الاتجاه الصعودي في السوق الأوروبية، إذ تشير التوقعات لانخفاض درجات الحرارة بمقدار درجتين مئويتين عن المعدلات الموسمية في كل من فرنسا وألمانيا منتصف أكتوبر، مما يعزز الطلب على التدفئة. كما عادت المخاطر الجيوسياسية لتتصدر المشهد بعد شن روسيا أكبر موجة من الهجمات على البنية التحتية الأوكرانية للغاز منذ بداية الحرب، الأمر الذي أثار مخاوف من اضطرابات في الإمدادات واحتمال زيادة صادرات الغاز الأوروبية إلى أوكرانيا خلال فصل الشتاء. بوجه عام، يُظهر المشهد العالمي تباينًا قصير المدى بين الأسواق، إذ تضغط الأجواء الدافئة على الأسعار في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما يدعم الطقس البارد والمخاطر الجيوسياسية الأسعار في أوروبا، فيما يبقى وفرة المخزونات العامل الأهم في تهدئة أي تقلبات حادة على المدى القريب.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
تقنيا، شهد سعر صرف الغاز الطبيعي على الإطار الزمني للأربع ساعات استمرار الحركة داخل قناة سعرية صاعدة بدأت منذ منتصف أغسطس، مع ملاحظة أن السعر يتداول حاليًا عند الحد السفلي للقناة بالقرب من مستوى الدعم المحوري 3.04 دولار. التحركات الأخيرة أظهرت ضعفًا في الزخم الصاعد بعد كسر المتوسط المتحرك مما يعكس هيمنة الدببة على المدى القصير. كما أن مؤشر الأرون سجل قراءة سلبية قوية تقارب -70% ما يدل على تراجع واضح في الاتجاه الإيجابي ودخول السوق في مرحلة تصحيحية ممتدة.
على صعيد توقعات سعر صرف الغاز الطبيعي مقابل الدولار أمريكي، يرجح أن يحاول السعر اختبار منطقة الدعم الحالية بين 3.04 و2.98 دولار، والتي قد تُشكل نقطة ارتداد محتملة في حال استعاد المشترون السيطرة. في المقابل، أي كسر واضح دون مستوى 2.98 دولار أمريكي سيفتح المجال لمزيد من التراجع نحو 2.82 دولار أمريكي، وهو مستوى دعم فرعي قوي داخل القناة الصاعدة. أما في السيناريو الإيجابي، فإن عودة السعر أعلى المتوسط المتحرك عند 3.10 دولار قد تعيد الزخم الصاعد ليستهدف السعر مجددا مستويات 3.26 دولار أمريكي ثم مستويات 3.40 دولار أمريكي خلال الجلسات القادمة، ما لم يظهر ضغط بيعي جديد من الأسواق العالمية للطاقة.