شهدت أسعار صرف العقود الآجلة الأمريكية للغاز الطبيعي مقابل الدولار الأمريكي تسليم شهر تشرين الثاتي المقبل (XNG/USD) ارتفاعا محلوظا خلال تداولات الفترة الأوروبية من اليوم الأربعاء الموافق 22 أكتوبر/تشرين الأول. مدفوعة بتزايد الإقبال الشرائي مجددا عند الافتتاح نتيجة توقعات انخفاض درجات الحرارة في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، ما يعزز التقديرات بارتفاع الطلب خلال الأسابيع المقبلة. في الوقت الحالي يتداول الغاز الأمريكي قرب مستوى 3.50 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. فيما يستمر المتداولون في مراقبة تطورات الطقس التي تعد المحرك الأساسي لحركة الأسعار في هذه الفترة الموسمية.
على جانب آخر، استقرت العقود الآجلة للغاز الطبيعي الأوروبي حول مستوى 32 يورو لكل ميجاواط/ساعة مع بداية موسم التدفئة، إذ ساهمت مستويات المخزون المرتفعة واستقرار الإمدادات في الحد من تأثير المخاطر الجيوسياسية. فمستويات التخزين في الاتحاد الأوروبي لا تزال قوية عند 82.9%، مع تحقيق إيطاليا 93.9% وفرنسا 92.7% وألمانيا 75.7%، ما خفف المخاوف بشأن أي عجز محتمل خلال فصل الشتاء. في غضون ذلك، استمرت واردات الغاز الطبيعي المسال من الأسواق العالمية إلى جانب تدفقات الغاز النرويجي عبر الأنابيب في تعويض النقص الكبير في الإمدادات الروسية. في الوقت ذاته، أدى ضعف الطلب الصيني على الغاز القادم من مشروع Arctic LNG 2 الروسي لإتاحة كميات إضافية للأسواق الأوروبية والآسيوية.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
على الصعيد الجيوسياسي، تسببت الهجمات الروسية الأخيرة على البنية التحتية الأوكرانية للغاز في تراجع حاد بالإنتاج المحلي بنحو ستون بالمائة خلال الشهر الجاري، بعد توقف العمل في موقع DTEK Poltava وتعرض منشآت Naftogaz لأضرار جسيمة. وتأتي هذه التطورات في وقت تشير فيه التوقعات لانخفاض درجات الحرارة في منتصف أكتوبر الجاري، وهو ما قد يؤدي لارتفاع تدريجي في الطلب على الغاز مع ازدياد احتياجات التدفئة في أوروبا.
أما على المدى البعيد، فمن المتوقع أن تشهد القدرات العالمية لإنتاج الغاز الطبيعي المسال زيادة بنحو 60% بحلول عام 2030، بقيادة الولايات المتحدة كمصدر رئيسي للنمو. هذا التوسع المرتقب في العرض العالمي قد يُبقي الأسعار تحت ضغط خلال السنوات المقبلة، لا سيما في الأسواق الأوروبية والآسيوية التي قد تواجه حالة من الوفرة النسبية في الإمدادات مقارنة بمستويات الطلب.
تقنيا، شهد سعر صرف الغاز الطبيعي على الإطار الزمني للساعة أن السعر يتحرك داخل قناة صاعدة واضحة منذ بداية أكتوبر، بعد فترة هبوط ممتدة استمرت لعدة أشهر. تمكن السعر من الارتداد بقوة من الحد السفلي للقناة بالقرب من مستويات 2.92 دولار ليصل حتى وقت كتابة تلك السطور لمستويات 3.45 دولار. فنيا، يواجه الزوج مقاومة فنية عند الحد العلوي للقناة الصاعدة، بالإضافة إلى منطقة عرض فرعية قرب 3.55 دولار. مؤشر القوة النسبية يتداول بالقرب من مستوى 58.8 مما يشير لميل شرائي معتدل دون وصول لـ منطقة التشبع الشرائي، بينما مؤشر الانحراف (RSI Divergence) يُظهر بداية فقدان الزخم الإيجابي، ما يستدعي الحذر من احتمالات تصحيح قصيرة المدى.
على صعيد توقعات سعر صرف الغاز الطبيعي مقابل الدولار أمريكي، فإن استمرار التماسك أعلى مستوى الدعم المحوري 3.30 دولار أمريكي قد يفتح الباب أمام محاولة جديدة لاختبار المقاومة عند 3.58 دولار، وفي حال اختراقها بثبات قد يمتد الصعود نحو مستوى 3.73 دولار. أما في حال فشل السعر في تجاوز 3.55 دولار وتسجيل إغلاق دون 3.30 دولار، فقد يعود لاختبار الدعوم المتدرجة عند مستويات 3.16 و2.92 دولار ضمن نطاق القناة. بوجه عام، نعتقد أن الاتجاه العام إيجابيا حال بقاء السعر داخل القناة الصاعدة ولم يكسر دعمها السفلي.