شهدت أسعار صرف العقود الآجلة الأمريكية للغاز الطبيعي مقابل الدولار الأمريكي تسليم شهر تشرين الثاتي (XNG/USD) خلال تداولات الفترة الأوروبية من اليوم الجمعة 31 أكتوبر/تشرين الأول لتتداول أعلى مستويات 4.00 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وذلك بدعم من توازن دقيق بين الطلب العالمي القوي عبر صادرات الغاز المسال والوفرة المحلية في الإنتاج والمخزون. فقد عززت صادرات الغاز الطبيعي المسال (LNG) الزخم الصعودي بعد أن سجلت تدفقات الغاز إلى محطات التسييل الثمانية الرئيسية في الولايات المتحدة رقمًا قياسيًا بلغ 16.5 مليار قدم مكعب على أساس يومي خلال أكتوبر، مقارنة بـ 15.7 مليار قدم مكعب في سبتمبر، مدفوعة بزيادة الطلب من أوروبا نتيجة تراجع الإمدادات الروسية وتقلص المخزونات في مراكز التداول الأوروبية. إضافة لارتفاع الطلب من الأسواق الآسيوية وسط ضغوط سياسية أمريكية لحث الدول على زيادة مشترياتها من الطاقة الأمريكية ضمن اتفاقاتها التجارية.
على صعيد تداولات الدولار الأمريكي، فلقد شهد مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) استقرارا بالقرب من مستوى 99.5 خلال تداولات الجمعة، مسجلا مكاسب شهرية تقترب من 2 بالمائة، مدعوما بمزيج من قرار الفيدرالي الأمريكي الأخير الذي اتسم بنغمة متشددة، إلى جانب تراجع المخاطر الجيوسياسية عقب الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين. فقد خفض الفيدرالي الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس وهو ما يتوافق تماما مع التوقعات، إلا أن تصريحات باول بأن خفض إضافي في ديسمبر "ليس مضمونا" حملت طابع متشدد دفع الأسواق لتقليص توقعاتها بشأن خفض جديد للفائدة إلى نحو 75% فقط بعد أن كانت تتجاوز 90%. هذا التحول عزز جاذبية الدولار والعائد على السندات الأمريكية، ما ساهم في ارتفاع المؤشر لأعلى مستوى له في ثلاثة أشهر.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
في غضون ذلك، ساهم الاتفاق التجاري المؤقت بين واشنطن وبكين، والذي شمل تخفيض الرسوم الجمركية الأمريكية على الفنتانيل والتزام الصين بتقليص صادراته واستئناف شراء فول الصويا الأمريكي، في تهدئة التوترات ودفع المستثمرين نحو الأصول الدولارية والأسواق المالية الأمريكية.
تقنيا، كما أشارنا في تحليل يوم أمس أن الرسم البياني لسعر صرف الغاز الطبيعي على الإطار الزمني للأربع ساعات يظهر اختراق لنموذج العلم الصاعد مع استهداف مستويات 3.90-4.00 دولار أمريكي. وهو ما تحقق بالفعل، فالزوج حاليا يتداول أعلى مستويات 4.00 دولار أمريكي. وذلك بعدما تأكد النموذج الصاعد وبدأت موجة دفع جديدة بدعم من زخم شرائي قوي انعكس بوضوح في ارتفاع مؤشر Aroon Oscillator إلى 92، ما يدل على سيطرة ثيران الغاز، بينما يظهر مؤشر ATR هدوء نسبي في التذبذب مما يشير لاستقرار الاتجاه الحالي.
على صعيد توقعات سعر الغاز الطبيعي اليوم الجمعة، نرجح احتمال استمرار الصعود في المدى القصير طالما بقي السعر محافظ على الإغلاق فوق مستوى الدعم 3.97 دولار، وهو المستوى الذي يمثل حاليا قاعدة دعم رئيسية للاتجاه الإيجابي. والذي بحال ثبات الزوج أعلاه فإن السعر سوف يستهدف مستويات 4.35 و4.40 دولار مع امتداد محتمل نحو 4.50 دولار في حال استمر الزخم الإيجابي الحالي. في المقابل، أي كسر السعر مستويات 3.85 دولار قد يدفع السعر لتصحيح محدود.