يتداول سعر صرف الدولار مقابل الليرة التركية USD/TRY بالقرب من أعلى مستوياته التاريخية، جيث سجلت الليرة حوالي 39.9 مقابل الدولار الأمريكي، وسط مسار محسوب لانخفاض تدريجي تقوده سياسة البنك المركزي الخاضعة للرقابة. هذا التراجع يأتي رغم تحسن نسبي في المؤشرات الكلية، أبرزها انخفاض التضخم إلى 35.05 بالمائة، وهو أدنى مستوى منذ 2021. ومع بقاء سعر الفائدة الرئيسي عند 46% بعد رفع حاد بلغ 50% في مارس 2024، تتجه السياسة النقدية نحو المرونة التدريجية، وسط تلميحات بإمكانية الخفض خلال الفترة المقبلة. وفي هذا السياق، يتكامل النهج النقدي مع سلوك مالي أكثر انضباطًا، حيث تتجه وزارة المالية لإلغاء تدريجي لبرنامج الودائع المحمية بالعملات الأجنبية (KKM)، في إشارة واضحة إلى تنامي الثقة الرسمية بالليرة.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
رغم هذا التوجه الإصلاحي، يعاني الاقتصاد التركي من تباطؤ ملحوظ في وتيرة النمو، حيث بلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول من 2025 نسبة 2 بالمائة فقط، وهو أضعف معدل منذ الجائحة. التباطؤ يُعزى بالدرجة الأولى إلى تراجع الاستهلاك الخاص وتراجع الإنتاج الصناعي، بينما ساهمت قطاعات البناء والخدمات بشكل إيجابي. ومن المنتظر أن تتزايد ضغوط السياسة النقدية المتشددة على وتيرة الاستهلاك والاستثمار خلال الربع الثاني، مما يجعل صافي الصادرات عنصر محوري في أداء ما تبقى من العام. وفي الوقت ذاته، تستمر الحكومة في التعويل على محركات بديلة للنمو، من بينها تصاعد الاستثمارات في التكنولوجيا والطاقة المتجددة، إلى جانب الانتعاش المتوقع في السياحة. وعلى الرغم من التحديات المرتبطة بالميزان التجاري والعجز الجاري، فإن النظرة العامة لا تزال تفترض أن تركيا تسير في مسار تطبيع اقتصادي تدريجي، يعتمد على التوازن بين خفض التضخم واستعادة ثقة المستثمرين، وسط مراقبة حذرة للظروف العالمية والداخلية، كما ويمكن متابعة أفضل شركات التداول الموثوقة في تركيا للمزيد
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
تحليل سعر صرف الدولار مقابل الليرة التركية
يُظهر الرسم البياني لتحركات سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة التركية (USD/TRY) على الإطار الزمني 4 ساعات استمرار الاتجاه الصاعد داخل قناة سعرية منتظمة بدأت منذ منتصف مارس 2025. حاليا، يتداول الزوج بالقرب من 40.02، بعد أن ارتد كثيرا من الحد السفلي للقناة، في مسار تصحيحي صاعد محسوب يعكس استمرار الضغوط البيعية على الليرة التركية.
في الوقت الحالي، الزوج يواجه مقاومة فنية مهمة عند 40.44، وهي أعلى قمة سجلها سابقا، وفي حال تم اختراق هذا المستوى بإغلاق واضح، فقد يمتد الصعود لمستويات غير مسبوقة، في ظل غياب مقاومات فنية مباشرة. وعلى الجانب الآخر، فإن المتوسط المتحرك البسطيط عند 39.87 يمثل دعم ديناميكي، يليه الحد السفلي للقناة قرب 39.50.
على صعيد الزخم، يظهر مؤشر الماكد حالة من التعافي الإيجابي، حيث تجاوز خط الماكد خط الإشارة وتحرك كلاهما فوق الصفر، ما يعزز السيناريو الصعودي على المدى القريب، ما لم يظهر كسر حاد أسفل الحد السفلي للقناة.
فنيا، الاتجاه الصاعد لا يزال قائمًا بثبات التداول داخل القناة الصاعدة. كسر مستوى 40.44 سيفتح الباب أمام تسارع في وتيرة الضعف لليرة، بينما يبقى الدعم المحوري عند 39.50، وكسره قد يُنذر ببداية تصحيح أوسع.