شهدت أسعار صرف العقود الآجلة الأمريكية للغاز الطبيعي مقابل الدولار الأمريكي تسليم شهر تموز المقبل (XNG/USD) تراجعا هامشي خلال تداولات الفترة الأوروبية لليوم الخميس الموافق 05 يونيو/حزيران. فعند الساعة 09:34 بتوقيت جرينتش، يتداول السعر عند 3.68 دولار متراجعا بنسبة 0.57 بالمائة. وسط ضغوط ناجمة عن انخفاض في توقعات الطلب وتراجع تدفقات صادرات الغاز الطبيعي المسال. فعلى الرغم من التوقعات بأحوال جوية أكثر دفئا من المعتاد حتى منتصف يونيو، والتي من شأنها عادة أن ترفع استهلاك مكيفات الهواء، فإن هذه العوامل لم تنجح في تعويض التراجع العام في الطلب.
لعل هذا الضعف يعود بالدرجة الأولى إلى تراجع متوسط حجم الغاز المُرسل إلى محطات التصدير الأمريكية الرئيسية، حيث بلغ 13.8 مليار قدم مكعب على أساس يومي منذ بداية يونيو الجاري، مقارنة بـ15.0 مليار في مايو، وذروة بلغت 16.0 مليار في إبريل، وذلك بسبب عمليات صيانة ربيعية في منشآت مثل تلك التابعة لشركة شينيير للطاقة، والتي تُعد عاملا موسميا يقلل من القدرة التصديرية مؤقتا.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
في الوقت نفسه، ساهمت المخاوف المتزايدة بشأن وفرة المعروض في تعميق الضغط على الأسعار، حيث يُتوقع أن تكون مخزونات الغاز قد ارتفعت للأسبوع السابع على التوالي، مما يرفع الفائض إلى ما يقارب 4% فوق متوسط الخمس سنوات. ورغم تسجيل انخفاض طفيف في إنتاج الغاز داخل الولايات الأمريكية الـ 48 إلى 104.0 مليار قدم مكعب يوميًا خلال يونيو، مقابل 105.2 مليار في مايو و106.3 مليار في مارس، فإن هذا التراجع لم يكن كافيًا لتقليل الفائض، في ظل تراجع الصادرات واستمرار وتيرة التخزين المرتفعة.
تقنيا، لا يزال سعر صرف عقود الغاز الطبيعي الآجلة الأمريكية يتحرك في نطاق فني حاسم، حيث يُظهر الرسم البياني تكوّن نموذج مثلث متماثل يعكس حالة من الترقب وتقلص الزخم. حاليا، يستقر السعر قرب مستوى 3.684 دولار، بينما يلامس المتوسط المتحرك عند مستويات 3.622، وهو ما يشير إلى توازن مؤقت بين قوى الشراء والبيع. المقاومة الرئيسية عند 3.817 دولار أمريكي تمثل الحاجز الفني الفاصل أمام امتداد الصعود، وإذا نجح السعر في اختراقها، فقد يفتح الطريق نحو مستويات 3.97 دولار أمريكي ثم مستويات 4.05 دولار أمريكي.
في المقابل، فإن فشل السعر في تجاوز خط المقاومة المائل، واقترابه من كسر الدعم عند 3.622، قد يُعيد الضغوط البيعية إلى الواجهة. الكسر دون هذا المستوى قد يدفع السعر لاختبار دعم المثلث عند مستويات 3.44 دولار أمريكي وهو مستوى محوري تتوقف عليه استمرارية التماسك الفني الحالي. وإذا تراجع السعر أكثر، فإن المستويات 3.232 و3.000 قد تعود إلى المشهد من الجديد. في هذه المرحلة، يظل السوق في حالة ترقب لكسر واضح خارج هذا النموذج الفني، حيث يمثل ذلك إشارة الاتجاه التالية إما نحو امتداد الصعود أو عودة الضغوط التصحيحية.