تراجعت أسعار صرف العقود الآجلة الأمريكية للغاز الطبيعي مقابل الدولار الأمريكي تسليم شهر تموز المقبل (XNG/USD) خلال تداولات الفترة الأوروبية من اليوم الاثنين الموافق 23 يونيو/حزيران لتداول بالقرب من مستوى 3.9 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بعد مكاسب أسبوعية قوية بلغت 8.8 بالمائة بدعم من تصاعد التوترات الجيوسياسية وتوقعات بموجة حر شديدة تمتد على أجزاء واسعة من الولايات المتحدة.
في غضون ذلك، تأتي هذه التحركات في ظل ترقب الأسواق لأي رد إيراني محتمل عقب الضربات الأمريكية الأخيرة، الأمر الذي أعاد إلى الواجهة المخاوف المرتبطة بإمدادات الغاز الطبيعي المسال عبر مضيق هرمز، أحد الممرات الاستراتيجية الحيوية للطاقة. ورغم أن التأثير المباشر على السوق المحلي الأمريكي يبقى محدود، إلا أن أي اضطراب في التدفقات العالمية قد يُعيد توجيه الشحنات ويؤثر على الأسعار عالميًا.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
في الوقت ذاته، من المنتظر أن يرتفع الطلب الداخلي على الغاز نتيجة الموجة الحارة المتوقعة، والتي قد تتجاوز درجات الحرارة فيها 10 درجات مئوية فوق المعدلات من شيكاغو حتى الساحل الشرقي، ما سيزيد من استهلاك الكهرباء لأغراض التبريد. ومع تسجيل الإنتاج الأمريكي متوسط 105.3 مليار قدم مكعب على أساس يومي خلال يونيو الجاري، وهو أقل قليلا من الذروة السابقة في مارس بسبب أعمال الصيانة الموسمية، يبقى التوازن بين العرض والطلب هشا.
أما على صعيد المشاريع، فقد أعلنت شركة "فريبورت" للغاز الطبيعي المسال عن تأجيل خط التوسعة الرابع حتى ديسمبر/كانون الأول من عام 2031، مما يؤجل أية زيادات مرتقبة في طاقة التصدير. في ضوء ذلك، تظل التوقعات قصيرة الأجل إيجابية، مع ترجيح استمرار ارتفاع الأسعار تحت ضغط الطلب المحلي القوي والمخاطر الجيوسياسية الخارجية.
تقنيا، يظهر الرسم البياني لـ سعر صرف عقود الغاز الطبيعي الآجلة على الإطار الزمني لأربع ساعات أن السعر يتحرك داخل قناة صاعدة، حيث ارتد مؤخرا من الحد العلوي للقناة قرب مستوى المقاومة الفني 4.247 قبل أن يتراجع نحو مستويات 3.88 دولار أمريكي. حاليا، يتداول السعر أسفل المتوسط المتحرك البسيط عند 3.89 دولار أمريكي، مما قد يشير لبداية ضعف في الزخم الصعودي.
فنيا، يُظهر مؤشر الماكد (MACD) تقاطع سلبي، حيث انخفض الخط السريع أسفل الخط البطيء، وهو ما يُعزز إشارات التراجع على المدى القصير. بالتالي، في حال استمرار التصحيح الهابط، فقد يتجه السعر لاختبار مستويات الدعم عند 3.79 دولار أمريكي ثم مستويات 3.44 دولار أمريكي، والتي تمثل الحد السفلي للقناة الصاعدة. أما في حال عودة السعر للصعود واختراق المقاومة 4.25 دولار أمريكي، فقد يمتد الصعود نحو مستوى 4.63 دولار أمريكي. أخيرا، الاتجاه لا يزال صاعدا ضمن القناة، ولكن المؤشرات الفنية الحالية تُنذر باحتمال حدوث تصحيح مؤقت قبل محاولة الصعود مجددا.