واصل سعر صرف العقود الآجلة الأمريكية للغاز الطبيعي مقابل الدولار الأمريكي (XNG/USD) تراجعه خلال تداولات الفترة الأوروبية لليوم الاثنين الموافق 21 إبريل/نيسان. فعند الساعة 09:37 صباحا بتوقيت جرينتش، تراجعت الأسعار بنسبة 1.33 بالمائة لتتداول سعر صرف الغاز الأمريكي دون مستويات 3.19 دولار أمريكي. وهو أدنى مستوى لها في شهرين، وذلك بسبب زيادة الإنتاج وتوقعات الطقس المعتدل.
تبدو سوق الغاز الطبيعي الأمريكية في مفترق طرق بين ضغوط داخلية تدفع الأسعار إلى الهبوط، وعوامل خارجية توفر دعم نسبي. فمن جهة، تأتي توقعات الخبراء والمحللين بأن يظل الطلب المحلي على الغاز الطبيعي محدود خلال الأسابيع المقبلة بفعل الطقس المعتدل، مما ينعكس مباشرة على معدلات السحب من المخزونات، ويزيد من احتمالية تراكم الفائض، خاصة في ظل الإنتاج الذي يسجل مستويات قياسية يومية تتجاوز 107 مليار قدم مكعب. ويعد هذا الارتفاع في الإنتاج نتيجة مباشرة لتحسن الكفاءة التشغيلية وزيادة عدد الحفارات النشطة، إلى جانب توافر بيئة استثمارية محفزة في بعض الولايات الأمريكية ذات الاحتياطيات المرتفعة مثل تكساس وبنسلفانيا.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
من جهة أخرى، تُشكل صادرات الغاز الطبيعي المسال عنصرًا حاسمًا في الحد من هبوط الأسعار، مع بلوغ التدفقات اليومية نحو محطات التصدير مستوى قياسيًا عند 16.3 مليار قدم مكعب. وتكتسب هذه الصادرات أهمية خاصة في ظل استمرار الطلب القوي من أوروبا، التي تسعى لتعويض نقص الإمدادات الروسية، وآسيا التي تواجه مواسم ذروة استهلاك في الصيف. أيضا، إن التوسعات الأخيرة في طاقة التسييل، مثل منشأة بلاكوماينز في لويزيانا، والتي تمكن السوق الأمريكية من الاستجابة بشكل أكثر مرونة للطلب العالمي، مما يعزز الغاز الأمريكي كمورد موثوق في الأسواق الدولية.
تقنيا، يشهد سعر صرف الغاز الطبيعي تراجع ملحوظ في الأسعار، حيث يتداول حاليا عند مستوى 3.19 دولار أمريكي، وهو قريب جدا من دعم محوري عند 3.17 دولار أمريكي، والذي في حال كسره قد يفتح المجال لمزيد من التراجع نحو مستويات 2.87 دولار أمريكي ثم مستويات 2.63 دولار أمريكي، حيث يشير لـ زخم هبوطي مستمر، مع تقاطع سلبي واضح وهبوط متسارع في المؤشر الرئيسي والخط السعر، ما يعكس ضغوط بيعي مستمر. أخيرا، في حال ارتد السعر من الدعم الحالي ونجح في اختراق خط الاتجاه المكسور صعودًا، فقد نرى محاولة لاختبار 3.74 دولار أمريكي مجددا.