شهد الأسبوع الأول من عام 2024 انعكاساً قوياً في السوق لصالح الأصول البعيدة عن المخاطرة مثل الدولار الأمريكي، بينما تراجعات أسواق الأسهم بشكل حاد خلال معظم أيام الأسبوع.
من المرجح أن يعتمد الفرق بين النجاح والفشل في تداول الفوركس/العقود مقابل الفروقات على الأصول التي تختار التداول بها كل أسبوع وفي أي اتجاه، وليس على الطرق التي قد تستخدمها لتحديد نقاط الدخول والخروج من التداول.
عند بدء الأسبوع، من الجيد أن ننظر إلى الصورة الكبيرة لما يتطور في السوق ككل وكيف تتأثر هذه التطورات بالأساسيات الكلية والعوامل الفنية ومعنويات السوق.
تابع القراءة للحصول على تحليلي الأسبوعي أدناه.
التحليل الأساسي ومعنويات السوق
كتبت في تحليلي السابق في الأول من يناير أن أفضل الفرص التداولية لهذا الأسبوع من المرجح أن تكون:
- شراء زوج اليورو/الدولار الأمريكي. تراجع هذا الزوج بنسبة 0.88٪ خلال الأسبوع.
- بيع زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني. وارتفع هذا الزوج بنسبة 2.56% خلال الأسبوع.
وقد أدى ذلك إلى خسارة إجمالية قدرها 3.44% بمتوسط خسارة عند 1.77% لكل أصل.
كان الأسبوع الماضي أسبوعاً مهماً في الأسواق، حيث شهد معظم الأسبوع انعكاساً قوياً لاتجاه تجنب المخاطرة الذي كان سائداً سابقاً والذي دفع الدولار الأمريكي للتراجع ودعم أسواق الأسهم. يبدو أن هذا كان مدفوعاً أكثر ببداية سنة تقويمية جديدة، والتي غالباً ما تؤدي إلى أسواق متقلبة أو معكوسة، بدلاً من أي إصدار مهم للبيانات، على الرغم من أن محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة تضمن لغة تشير إلى أنه لن يتعجل خفض معدلات الفائدة، الأمر الذي قد ساهم في حركة السعر هذه. شهدت حركة الاتجاه المعاكس القوية هذه انعكاساً في بداية جلسة نيويورك يوم الجمعة، وقد تأثرت ببيانات تقرير الرواتب غير الزراعية الأمريكية الأقوى من المتوقع وبيانات متوسط الأرباح (ارتفع الأخير على أساس شهري بنسبة 0.4٪ مقارنة بـالتوقعات التي كانت عند 0.3٪)، على الرغم من أن من المتوقع منطقياً أن تؤدي إلى تقوية الدولار الأمريكي بدلاً من إضعافه.
قد نرى الآن استئناف اتجاه الرغبة بالمخاطرة لشهر ديسمبر بعد أن شكل يوم الجمعة حركة جديدة في هذا الاتجاه.
صدرت بعض البيانات الاقتصادية الهامة الأخرى الأسبوع الماضي، معظمها في الولايات المتحدة:
- فرص العمل في الولايات المتحدة من JOLTS – عند التوقعات تقريباً.
- مؤشر مديري المشتريات (ISM) لقطاع الخدمات في الولايات المتحدة – كان أسوأ من المتوقع.
- بيانات مؤشر مديري المشتريات(ISM) لقطاع التصنيع الأمريكي – تقريباً كما هو متوقع.
- مطالبات البطالة الأمريكية – كان هذا أفضل قليلاً من المتوقع.
- معدل البطالة الكندي – كان هذا أفضل قليلاً من المتوقع.
أدت هذه العوامل إلى رفع مؤشرات سوق الأسهم الأمريكية الرئيسية للأسبوع التاسع على التوالي من المكاسب، وفي حالة مؤشر ناسداك 100 القائم على التكنولوجيا، فقد وصل إلى أعلى سعر آخر له على الإطلاق بالقرب من 17000 نقطة.
الأسبوع القادم: 8 يناير – 12 يناير
من المرجح أن يشهد الأسبوع القادم في الأسواق مستوى أعلى من التقلبات، حيث سيكون هناك إصدار لبيانات التضخم الأمريكية، والتي تعد إلى حدٍ ما البيانات الأكثر مراقبة في السوق الآن، خاصة فيما يتعلق بالفوركس. ضع في اعتبارك أن بداية العام التقويمي الجديد تشهد عادةً أسواقاً متقلبة وتغيرات مفاجئة في الاتجاه، ما يجعل من الصعب التنبؤ باتجاه السعر في هذا الوقت من العام.
أهم البيانات التي سيتم إصدارها خلال الأسبوع المقبل هي مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (التضخم) يوم الخميس، تليها بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي المجاورة للتضخم يوم الجمعة.
ومن بين البيانات الاقتصادية الرئيسية الأخرى هذا الأسبوع:
- مؤشر أسعار المستهلك السويسري (التضخم).
- مؤشر أسعار المستهلك الأسترالي (التضخم).
- شهادة محافظ بنك إنجلترا أمام برلمان المملكة المتحدة.
- الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة.
- مطالبات البطالة الأمريكية.
- مؤشر أسعار المستهلك الصيني (التضخم)
سيكون يوم الإثنين عطلة رسمية في اليابان.
التحليل الفني
مؤشر الدولار الأمريكي
شكل مؤشر الدولار الأمريكي شمعة تصاعدية الأسبوع الماضي، والتي أغلقت على ارتفاع. كان الإغلاق الأسبوعي منخفضاً عن السعر الذي كان عليه قبل 3 أشهر ولكنه أعلى من السعر الذي كان عليه قبل 6 أشهر، ما يمثل اتجاهاً مختلطاً على المدى الطويل.
على الرغم من الشمعة التصاعدية، تجدر الإشارة إلى أن هناك عدة عوامل تنازلية:
- للشمعة الأسبوعية فتيل علوي طويل.
- يبدو أن الفتيل العلوي للشمعة الأسبوعية قد رفض مقاومة رئيسية جديدة عند المستوى 102.57.
- أدت حركة السعر الأخيرة إلى إبطال مستوى الدعم الرئيسي السابق عند 101.56.
- تخلى الدولار الأمريكي عن بعض مكاسبه نهاية الأسبوع الماضي، ما يشير إلى أن الزخم على المدى القصير قد يكون مع مضاربي الدولار مرة أخرى.
لهذه الأسباب، أنا مستعد مرة أخرى لبيع الدولار الأمريكي، ولكن بما أننا لا نزال في النصف الأول من شهر يناير، فقد يكون من الصعب جداً التنبؤ بالاتجاه في الأسواق، لذلك أنا حذر.
مؤشر ناسداك 100
بعد الارتفاع لمدة تسعة أسابيع متتالية وصولاً إلى أعلى مستوى جديد له على الإطلاق، رسم مؤشر ناسداك 100 أخيراً شمعة أسبوعية تنازلية. كان الانخفاض خلال الأسبوع الماضي قوياً جداً، ولكن من خلال النظر إلى الرسم البياني للسعر، يمكننا أن نرى أنه لا يوجد شيء خارج عن المألوف بشأن هذا الانخفاض. لقد كان متناسباً تماماً مع الانخفاضات الأسبوعية الأخرى الأخيرة في أكتوبر الماضي. لدينا سوق تصاعدي في الأسهم الأمريكية، وكان مؤشر ناسداك 100 تاريخياً استثماراً رائعاً خلال الأسواق الصاعدة. أنا أعتقد أننا نشهد ارتداداً تنازلياً طبيعياً، بشرط ألا يستقر السعر ما دون الدعم عند المستوى 15787.
أعتقد أنه لا يزال من الحكمة البحث عن نقاط دخول تداول شراء هنا، ومن الناحية المثالية عند الارتداد التصاعدي من المستوى 15787 أو بالقرب منه، أو ربما عند المزيد من الإشارات الفنية التي تشير إلى الوصول إلى قاع قصير المدى.
لا تزال الظروف طويلة المدى داعمة للسوق الصاعدة، لكن الارتفاع أصبح ممتداً للغاية بعد الارتفاع القوي الأخير.
زوج اليورو/الدولار الأمريكي
بعد ظهور الشمعة التي أغلقت على ارتفاع الأسبوع الماضي، ولكن من الواضح أنها كانت شمعة مسمارية تنازلية، انخفض السعر بشكل غير مفاجئ خلال الأسبوع الماضي. مع ذلك، كان هذا بسبب القوة الواسعة للدولار الأمريكي وليس أي ضعف نسبي حقيقي في اليورو، لذلك شهدنا تراجعاً كبيراً خلال الأسبوع الماضي، ولكنه لا يزال متواضعاً نسبياً.
يحب هذا الزوج الاتجاه، ومع وجود الاتجاه التصاعدي طويل المدى بشكل جيد، وقد حقق السعر اختراقاً، وتحرك المتوسطات المتحركة قصيرة المدى فوق المتوسطات المتحركة طويلة المدى، فإن الإشارات طويلة المدى تصاعدية.
ومما يساعد على ذلك القوة النسبية لليورو، والتي قد تحصل على بعض الزخم حيث يُنظر إلى البنك المركزي الأوروبي على أنه متأخر إلى حدٍ ما عن منحنى خفض معدلات الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث لا يتحدث البنك المركزي الأوروبي عن التخفيض حتى الربع الثالث من عام 2024، في حين أن من المتوقع على نطاق واسع أن يقوم بنك الاحتياطي الفدرالي بخفض معدلات الفائدة في مارس 2024.
يحب هذا الزوج إجراء ارتدادات عميقة. يعد هذا، بالإضافة إلى حقيقة أن السعر قد صمد بسبب الدعم الرئيسي بالقرب من الرقم الكامل عند المستوى 1.0900 دولار، إشارة تصاعدية. أرى أن هذه المنطقة من المحتمل أن تكون محورية للغاية، لذلك سأتطلع إلى الشراء عند الدعم خلال الأسبوع المقبل. العامل التصاعدي الآخر هو الفتيل السفلي الكبير في الشمعة اليابانية الأسبوع الماضي.
زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني
حقق زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني حركة تصاعدية قوية الأسبوع الماضي، بعد أن وصل إلى أدنى مستوى له على المدى الطويل. وكانت الحركة قوية، ولم يتقدم الدولار الأمريكي بقوة أكبر مقابل أي عملة أخرى غير الين الياباني. كان ضعف الين سمة بارزة في سوق الفوركس، بسبب اعتراف بنك اليابان بأن تأثيرات التسونامي الأخير ستجعل من الصعب عليه البدء بالابتعاد عن سياسته النقدية المفرطة في التساهل حتى خلال النصف الأول من عام 2024.
من الجدير بالذكر أن حجم تقدم الأسبوع الماضي كان أكثر من 3 أضعاف متوسط النطاق الحقيقي على المدى الطويل، وهو ما قد يعتبره العديد من متداولي الاتجاه دليلاً على أن الاتجاه التنازلي طويل المدى قد انتهى.
أعتقد أنه سيكون من الحكمة أن ينظر المتداولين اليوميين إلى هذا الزوج أو أزواج الين الأخرى، حيث يوجد الكثير من التقلبات هنا، حتى لو لم يكن الاتجاه مؤكداً. إذا تعثر الدولار الأمريكي خلال الأسبوع المقبل، فقد يكون من المثير للاهتمام الدخول في تداولات شراء على أزواج معينة من الين.
الخلاصة
أرى أن أفضل فرص التداول هذا الأسبوع على النحو التالي:
- شراء زوج اليورو/الدولار الأمريكي.
هل أنت مستعد للتداول بناءً على تحليلنا الأسبوعي للفوركس؟ لقد قمنا بإعداد قائمة بـ أفضل الوسطاء لتداول الفوركس الذين يستحقون الاستخدام.