كانت أسواق الذهب خافتة نسبياً خلال الساعات الأولى من جلسة الخميس، ما يعكس حالة عدم اليقين بشأن مستوى الدعم المتاح للحفاظ على استقرارها. من الجدير بالذكر أن إعلان الرواتب غير الزراعية يوم الجمعة يلوح في الأفق، ما يجعل جلسة الخميس يوماً أكثر هدوءاً بشكل طبيعي في السوق. سيكون لنتيجة هذا الإعلان تأثير كبير على سوق السندات، والذي بدوره يمكن أن يؤثر على أسعار الذهب. ويميل انخفاض معدلات الفائدة إلى تفضيل الذهب، في حين أن العكس صحيح أيضاً. بالإضافة إلى ذلك، تلوح في الأفق مخاوف جيوسياسية مختلفة، ما قد يؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب.
ويظل وجود الكثير من المشترين احتمالا قويا. من المتوقع أن يعمل المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً والمستوى 2000 دولار دونه كمنطقة دعم كبيرة. في حالة التراجع الذي يعقبه انتعاش، سوف أميل إلى بدء صفقة. ومع ذلك، فمن الضروري أن ندرك بأن الساعات الـ 24 القادمة قد تتميز بزيادة ضجيج السوق، ولكن مع اقترابنا من يوم الإثنين، من المرجح أن تتحسن السيولة، ما يوفر صورة أوضح لمسار الذهب.
يمكنك زيارة صفحة توقعات أسعار الذهب اليوم لكل جديد!
قد يشير الاختراق دون المستوى 2000 دولار إلى ميول تنازلية، في حين أن تجاوز المستوى 2075 دولار قد يؤدي إلى حركة تصاعدية كبيرة، ما يؤكد الاتجاه التصاعدي القائم. في سيناريو مثل هذا، من المتوقع أن يكون لضعف الدولار الأمريكي دوراً محورياً في دفع السوق، بدلاً من الرغبة الشديدة بامتلاك الذهب في حد ذاته. من الجدير بالذكر أن الذهب لا يقدم أي عوائد، ما يجعل الزخم عاملاً حاسماً. يفضل المتداولون في كثير من الأحيان الأصول ذات العوائد، لأنها لا تتضمن تكاليف التخزين. ومع ذلك، ونظراً لحالة عدم اليقين العالمية وتوقعات أسعار الذهب الأيام القادمة، فإن امتلاك بعض الذهب كجزء من محفظة متنوعة يظل استراتيجية حكيمة.
في النهاية، لا يزال مسار سوق الذهب على المدى القريب غير مؤكد، ويرجع ذلك بالمقام الأول إلى إعلان تقرير الرواتب غير الزراعية الوشيك والتأثير الناتج على أسواق السندات. مع ذلك، فإن وجود مستويات الدعم والمخاوف الجيوسياسية المستمرة تشير إلى احتمال ارتفاع الأسعار. على المتداولين توخي الحذر ومراقبة تطورات السوق جيداً من الناحية الجيوسياسية وبالطبع أسواق السندات خلال الأيام القليلة القادمة للحصول على فكرة حول المكان الذي يجب أن نضع فيه أموالنا عندما يتعلق الأمر بسوق الذهب. سيكون الذهب متقلباً، ولكنه يعد أيضاً ملاذاً آمناً في النهاية، وهذا شيء يجب أن نبقيه في الأذهان مع كل ما يحدث.
