شهدت أسواق النفط الخام فترة من التداول ضيق النطاق يوم الجمعة، حيث واصلت استكشاف الحدود العليا لمناطق التماسك. تشهد أسواق خام WTI وخام برنت توازناً دقيقاً، مع وجود عوامل مختلفة تؤثر على توقعاتها على المدى القريب.
يحوم خام WTI حالياً عند قمة نطاق تداول قصير المدى. العقبة الحاسمة التي يجب التغلب عليها هي المستوى 72.50 دولار. الاختراق الناجح لهذا المستوى قد يمهد الطريق للارتفاع نحو المستوى 75 دولار. بالمقابل، يقدم المستوى 68 دولار دعماً كبيراً أسفل السوق. على المدى القصير، من المعقول توقع بعض التداول ذهاباً وإياباً حيث يحاول المتداولون إنشاء أساس متين.
ركود محتمل؟
مع ذلك، يظل الركود الأمريكي المحتمل يلوح في سوق النفط. وإذا حدث الركود، فقد يؤدي إلى ضغوط تنازلية على أسعار النفط الخام. وبالتالي فإن أداء السوق لا يتأثر بالعوامل الفنية فحسب، بل يتأثر أيضاً بالمؤشرات الاقتصادية الأوسع.
عند التحول إلى سوق خام برنت، نرى أنه قد واجه مقاومة بالقرب من المستوى 77 دولار. قد يؤدي الاختراق الحاسم فوق مستوى المقاومة هذا إلى فتح الطريق للمزيد من الارتفاع نحو المستوى 80 دولار. إن وجود المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً في هذه المنطقة يزيد من أهمية هذا المستوى. بالمقابل، إذا تراجع السوق، فإن هناك دعم محتمل حول المستوى 73 دولار.
في سياق أوسع، يبدو أن أسواق خام WTI وبرنت تتماسك، وهو نمط يتماشى مع فكرة نظرية داو للتراكم. من المحتمل أن ينظر المتداولون إلى هذا التماسك على أنه فرصة لبناء المراكز والبحث عن القيمة في السوق. بالإضافة إلى ذلك، يعمل المستوى 70 دولار بمثابة قاع دعم رئيسية على الرسوم البيانية طويلة المدى، ما يعزز أهميته.
في النهاية، لا يزال اتجاه أسعار النفط الخام حساساً لشبح الركود الذي يلوح في الأفق. وسيقوم المستثمرون والمتداولون بمراقبة المؤشرات الاقتصادية وتطورات السوق جيداً لقياس التأثير المحتمل على الطلب على النفط. وبينما تختبر الأسواق حدودها، يكون على المتداولين البقاء يقظين وتكييف استراتيجياتهم مع الديناميكيات المتطورة لسوق النفط الخام. ستكون الأسواق صاخبة خلال الأسابيع القليلة الأخيرة من العام، ولكن في النهاية، أعتقد أننا قريبون جداً من القاع. في هذا الوضع، قد يفكر المتداولون بمحاولة البحث عن القيمة في هذه السلعة.
