شهدت أسواق النفط الخام، وخاصة خام WTI وخام برنت، تراجعا كبيرا خلال جلسة الإثنين. يعكس هذا التراجع الشعور المتزايد بين المتداولين والمحللين بأن السوق يستعد لركود عالمي محتمل. ومع ذلك، لا قيمة لمحاولة الأسواق أن ترتد على الأقل.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
الانخفاض الحاد لخام WTI
شهد سوق خام WTI تراجعاً حاداً في الساعات الأولى من جلسة الإثنين، ما يدل على توقعات السوق بحدوث تباطؤ اقتصادي حاد. وكان عجز أوبك عن فرض تخفيضات كبيرة في الإنتاج سبباً في تفاقم هذه الميول، حيث يبدو أن السوق يعاقب المنظمة بسبب عدم فعاليتها. حالياً، يقع خام WTI عند الحد الأدنى من نطاق التماسك، ويتأرجح على حافة الاختراق. الإغلاق ما دون المستوى الحرج عند 72 دولار يمكن أن يعجل بالتراجع السريع إلى المستوى 70 دولار.
بالمقابل، فإن أي انتعاش قد يدفع السوق مرة أخرى إلى منطقة التماسك المألوفة. يمكن أن يكون هذا الانتعاش المحتمل مدفوعاً بالباحثين عن القيمة، وهي فرضية يدعمها التحليل الفني. ومع ذلك، ونظراً للطبيعة القاسية لعمليات البيع الأخيرة، فإن احتمال حدوث انهيار كبير يلوح في الأفق.
معاناة برنت وسط مخاوف الطلب العالمي
على غرار خام WTI، عانى خام برنت أيضاً من انهيار ملحوظ. ويبدو أن السوق الآن يأخذ بالاعتبار التراجع الكبير في الطلب العالمي. ومن المرجح أن يؤدي التراجع إلى ما دون المستوى 75 دولار إلى المزيد من التراجع. في حين أن هناك فرصة لدخول الباحثين عن القيمة إلى السوق، ما يوفر ارتفاعاً مؤقتاً، إلا أنه يجب التعامل مع أي ارتداد من هذا القبيل بحذر، لأنه من غير المرجح أن يمثل انعكاساً للاتجاه على المدى الطويل.
في هذه البيئة، يعد التقلب سمة بارزة، ما يستلزم تحديد حجم المركز للمتداولين بحكمة. إن عدم اليقين يجعل السوق صعباً بشكل خاص للتنقل، ما قد يجعله غير قابل للتداول تقريباً على المدى القصير. من خلال النظر إلى المستقبل، قد يستمر السوق في اتجاهه الحالي أو يبقى ضمن النطاق الأخير. ويبدو أن التحول التصاعدي المفاجئ غير محتمل، نظرا للمخاوف الشاملة بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي.
مع اقترابنا من نهاية العام، تتميز سوق النفط الخام بعدم اليقين والحساسية المتزايدة للمؤشرات الاقتصادية العالمية. كما أنها ترى سيولة أقل – وهو أمر لا ينبغي التغاضي عنه. على المتداولين والمستثمرين البقاء يقظين، وأن يراقبوا بشكل جيد التطورات التي يمكن أن تؤثر على ديناميكيات السوق. يسلط الوضع المستمر الضوء على التوازن الدقيق في أسواق الطاقة العالمية، حيث تتلاقى العوامل الجيوسياسية والاقتصادية والتنظيمية لتحدد مسار أسعار النفط. ومع تصاعد المخاوف من الركود، ستكون الأسابيع والأشهر المقبلة حاسمة في تشكيل الاتجاه المستقبلي لسوق النفط الخام.