ارتفع الجنيه البريطاني بشكل كبير خلال جلسة الثلاثاء، وتحرك نحو المتوسط المتحرك لـ 200 يوم بعد وقت قصير من صدور أرقام مؤشر أسعار المستهلك الأمريكية. تشير هذه الحركة التصاعدية إلى ضعف محتمل على المدى القصير في الدولار الأمريكي، ويعزى ذلك إلى تراجع الضغوط التضخمية، وبالتالي، من المرجح أن يتبنى المتداولون فكرة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يفكر بإيقاف دورة رفع معدلات الفائدة المستمرة مؤقتاً. ومع ذلك، فقد اتسمت هذه الساحة المالية بطبيعتها التي لا يمكن التنبؤ بها، مع وجود شبح المخاوف الجيوسياسية الذي يلوح في الأفق والذي يؤثر بشكل كبير على ما سيحدث للدولار الأمريكي، فهو في النهاية "العملة الآمنة" المطلقة.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
على الرغم من هذه العوامل، فإن الميول السائدة على المدى القصير تشير إلى تحول كبير. وبالتالي، تتجه كل الأنظار نحو مؤشر المتوسط المتحرك لـ200 يوم، بالإضافة إلى تشكيل الشهاب الذي شوهد يوم الإثنين الماضي، ما يدل على مستوى كبير من المقاومة. واجه السوق عائقاً هائلاً، ما أثار تكهنات حول قدرته على اختراق هذه العقبة. يعتبر السؤال المحوري الآن هو ما إن كنا قادرين على اختراق قمة تشكيل الشهاب من الأسبوع السابق بنجاح. من المحتمل أن يشير مثل هذا التطور إلى ارتفاع ممتد للجنيه البريطاني. ومع ذلك، فإننا ندفع حالياً حدود تشكيل العلم التنازلي، ما يثير العديد من الشكوك.
من الناحية الأخرى، فإن الانعكاس الذي يؤدي إلى الانهيار إلى ما دون المتوسط المتحرك لـ50 يوماً سيشكل تحولاً سلبياً للغاية للأحداث. ومع ذلك، فمن الضروري توخي الحذر في هذه المرحلة، ومن المستحسن اعتماد أسلوب الانتظار والترقب، ما يسمح للسوق بتحديد نواياه. في النهاية، في حالة حدوث انعكاس محتمل للاتجاه، لا يحتاج المرء إلى التقاط كل نقطة، بل التركيز على تأمين الأغلبية. ويبدو أن الحذر مهم في ظل هذه الظروف، وبالتالي، قد يجني المتداولون الصابرين ثمار اتخاذ القرار الذكي في النهاية.
في النهاية، فإن ارتفاع الجنيه البريطاني مؤخراً استجابة لبيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكية يسلط الضوء على الطبيعة الديناميكية للوضع المالي. وفي حين تشير المؤشرات قصيرة المدى إلى تحول محتمل، فإن مسار السوق المستقبلي لا يزال غير مؤكد. بالتالي، فإن اليقظة والمرونة تعد أمور ضرورية للمتداولين في بيئة السوق الصاخبة هذه. ولهذا السبب، ستكون هناك حاجة إلى الكثير من الصبر، ويجب مراقبة حجم المراكز أكثر من أي شيء آخر، لأنها أحد الأشياء القليلة التي يمكننا التحكم فيها.