حقق الجنيه البريطاني انتعاشاً مثيراً للإعجاب خلال جلسة الثلاثاء، وتجاوز المستوى الحرج عند 1.25. من الطبيعي أن هذا الإنجاز، وهو إلى رقم كبير وكامل وذو أهمية نفسية، قد لفت انتباه السوق. في السابق، كان هذا المستوى يعد منطقة دعم قوية، وبينما قد يشكل مقاومة متواضعة الآن بعد أن قمنا باختراقه، يبدو أن المعنويات السائدة تفضل نهج "الشراء عند الانخفاضات" على المدى القريب. ولا تزال التوقعات على المدى الطويل غير مؤكدة، لكن الديناميكيات قصيرة المدى تشير إلى تحيز تصاعدي ملحوظ، مع تخلي عدد متزايد من المشاركين في السوق عن ممتلكاتهم بالدولار الأمريكي بسبب المخاوف بشأن انخفاض معدلات الفائدة.
هناك توقعات على نطاق واسع بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي إما أن يقوم بتخفيف سياسته النقدية أو على الأقل الضغط على زر الإيقاف المؤقت. وقد دفع هذا التطور الكثيرين إلى الاحتفال ببيع الدولار على المكشوف. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه عادة، عندما ترتفع معدلات الفائدة ثم تبدأ في التراجع لاحقاً، يُنظر إلى ذلك على أنه نذير لركود وشيك. ومن عجيب المفارقات أن هذا قد يفيد الدولار الأمريكي في النهاية على المدى الطويل. لكن في الوقت الحالي، ينصب التركيز على الحصول على "جنيهات بريطانية بسعر منخفض".
عند هذه المرحلة، فإن مستوى الدعم الرئيسي الذي يجب مراقبته هو المتوسط المتحرك لـ 200 يوم، والذي أظهر مؤخراً قدرته على تقديم الكثير من الدعم. سوف يكون الارتداد ما دون هذا المستوى مطلوباً لإعادة تأسيس الاتجاه التنازلي، على الرغم من أن ذلك يبدو أقل احتمالاً في هذه اللحظة. قررت الأسواق أن من المرجح أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بإيقاف رفع معدلات الفائدة مؤقتاً على الأقل، وهذا هو كل ما يهمهم في الوقت الحالي.
الأمر لا يتعلق بما إن كنت متفائلاً بشأن الجنيه البريطاني، بل يتعلق بمراقبة الزخم السائد، والذي يبدو أنه يميل نحو المزيد من المكاسب. بالإضافة إلى ذلك، من المهم الأخذ بالاعتبار أن هذا الأسبوع يتضمن عطلة في الولايات المتحدة، ما سيؤدي إلى تراجع مستويات السيولة بشكل كبير يومي الخميس والجمعة بسبب عطلة عيد الشكر. وبالتالي، على المشاركين في السوق الاستعداد لزيادة التقلبات. ومع ذلك، وكما هو الحال الآن، فمن الواضح أن المشترين يسيطرون بقوة، ما يملي على السوق الارتفاع بشكل عام في المستقبل القريب. على المدى الطويل، هناك الكثير من الأمور التي لا يزال يتعين القيام بها، ويجب أخذ ذلك بالاعتبار أثناء استثمار الأموال في المستقبل. سيكون حجم المركز أمراً بالغ الأهمية في السوق حتى يعود اليقين.
