تراجع الجنيه البريطاني بشكل متواضع خلال جلسة الأربعاء، مع بقاء المستوى 1.25 عائقاً مستمراً أمام المزيد من المكاسب. تثبت منطقة المقاومة هذه أنها تشكل عائقاً هائلاً أمام العملة، ما يساهم في التقلبات المستمرة في السوق. لا يعتمد اتجاه السوق على فروق معدلات الفائدة فحسب، بل يعتمد أيضاً على التصورات الأوسع للسلامة والاستقرار الاقتصادي.
من الواضح أن السوق سيستمر بإظهار اضطراب كبير في الوضع الحالي. هناك شعور سائد بعدم اليقين، ويرتبط مصير الدولار الأميركي ارتباطاً وثيقاً بتصور السوق للأمان وبحالة الاقتصاد. إذا كان لدى المتداولين مخاوف بشأن المناخ الاقتصادي العام، فمن المحتمل أن يكون الدولار الأمريكي مفضل كأصل ملاذ آمن.
من المتوقع أن يظل السوق غير منتظم إلى حدٍ كبير في الوضع الحالي، وهناك احتمال أن يمر بمرحلة تماسك كبيرة، ومن المحتمل أن يتراجع إلى المتوسط المتحرك لـ200 يوم. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري الأخذ بالاعتبار أن يوم الخميس يصادف عيد الشكر في الولايات المتحدة، وهو يوم عطلة يتسبب عادة بسحب السيولة من الأسواق. قد يؤدي الاختراق ما دون مستوى المتوسط المتحرك لـ 200 يوم إلى تمهيد الطريق للتراجع نحو المستوى المتوسط المتحرك لـ50 يوماً.
بالمقابل، فإن الاختراق فوق المستوى 1.26 قد يدفع الجنيه البريطاني نحو المستوى 1.2750. وهذا السيناريو معقول في الوقت الذي يتصارع فيه المتداولون مع ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سيغير سياسته النقدية أم لا. في حين أنه قد يكون من السابق لأوانه تقديم مثل هذه التوقعات، هناك تكهنات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يفكر بإجراء تعديلات على السياسة، وربما حتى تخفيض معدلات الفائدة في الجزء الأول من العام المقبل. ورغم أن هذه الفكرة قد تبدو غير محتملة في الوقت الراهن، فإنها تظل ممكنة مع الوقت والظروف الاقتصادية المتغيرة.
والسؤال الحاسم هو: لماذا يفكر بنك الاحتياطي الفيدرالي بمثل هذه الخطوة؟ الجواب يكمن في احتمال حدوث ركود اقتصادي. في حالة حدوث انكماش اقتصادي، يستجيب الاحتياطي الفيدرالي عادة من خلال تخفيضات في معدلات الفائدة لتحفيز النشاط الاقتصادي. ومع ذلك، في هذه البيئة، يصبح الدولار الأمريكي جذاباً بشكل متزايد باعتباره أحد أصول الملاذ الآمن، كما تجتذب السندات أيضاً تدفقات، ما يزيد من الطلب على الدولار الأمريكي.
في النهاية، يرتبط أداء الجنيه البريطاني ارتباطاً وثيقاً بشبكة معقدة من العوامل، بما في ذلك معدلات الفائدة، وتصورات السلامة، والظروف الاقتصادية. يمثل المستوى 1.25 تحدياً مستمراً للعملة، ما يساهم في تقلبات السوق. وسط حالة عدم اليقين هذه، على المتداولين الإبحار في الأوضاع المضطربة، مع الأخذ بالاعتبار احتمالية التماسك الكبير وتأثير عطلة عيد الشكر القادمة على سيولة السوق. يعد موقف الاحتياطي الفيدرالي أيضاً عاملاً مهماً في تشكيل المسار المستقبلي للجنيه البريطاني.
