شهدت أسواق النفط الخام بداية أسبوع مضطربة، حيث قوبلت التراجعات الأولية بتجدد الاهتمام بالشراء. وكان هذا الضجيج واضحا في كلٍ من أسواق WTI وبرنت، ما سلط الضوء على التقلبات المستمرة وعدم اليقين في قطاع النفط.
خام WTI: سوق متقلب
شهد سوق خام WTI تراجعاً خلال جلسة الإثنين، لكنه وجد الكثير من الدعم عند مستويات أقل. يشير هذا النمط إلى أن السوق يمر بمرحلة من التماسك، حيث يبدو نهج "الشراء عند التراجعات" قابلاً للتطبيق بشكل متزايد. ومع ذلك، فإن التطور الفني الملحوظ هو ظهور "تقاطع الموت"، الذي يشير إليه اختراق المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً دون المتوسط المتحرك لـ 200 يوم. قد يشير هذا إلى زخم تنازلي محتمل على المدى القريب.
يكشف تحليل الرسم البياني أن المستوى 72.50 دولار يعمل كمنطقة دعم مهمة. إذا قام السوق بعكس مساره التنازلي وارتفع، فقد يكون الهدف التالي هو المستوى 79 دولار، ويمتد إلى 80 دولار، والذي يعد منطقة مقاومة. قد يؤدي الاختراق فوق هذا النطاق إلى تحفيز الارتفاع التصاعدي، ما سوف يدفع السوق إلى مستويات أعلى. ومع ذلك، على المتداولين الاستعداد لاستمرار التقلبات في السوق.
خام برنت: البحث عن الاتجاه
كذلك الأمر، تراجع خام برنت أيضاً خلال جلسة الإثنين، ما يعكس النمط الذي شهده سوق خام WTI. يظهر المستوى 80 دولار كنقطة محورية، ما قد يجذب الأسعار نحوه. من المتوقع أن يتذبذب السوق ضمن نطاق معين، لكن التحرك الحاسم فوق المستوى 82.50 دولار قد يضخ زخماً تصاعدياً، ما قد يدفع الأسعار نحو المتوسط المتحرك لـ200 يوم.
يقوى هذا الدعم بالمستوى 77.50 دولار، والذي كان بمثابة معقل للسوق. يبدو أن مرحلة التماسك المتواصلة ستستمر، ما يعكس بحث السوق عن اتجاه واضح. وحالة التدفق هذه مفهومة، في ضوء الترقب المحيط بقرار أوبك بشأن تعديل مستويات الإنتاج. بالإضافة إلى ذلك، فإن السياق الاقتصادي الأوسع، وخاصة الطلب العالمي على الطاقة واحتمال حدوث تراجع، يضيف طبقات من التعقيد إلى مسار السوق.
في النهاية، تتحرك أسواق خام WTI وخام برنت في وضع يتسم بالتحولات الفنية والعوامل الاقتصادية الخارجية. سيكون قرار أوبك الوشيك والمؤشرات الاقتصادية العالمية حاسمة في تشكيل المسار المستقبلي لهذه الأسواق. على المتداولين التأهب لهذه التطورات، حيث أنها قد تؤثر بشكل كبير على سلوك السوق في الفترة القادمة.
