أظهرت أسواق النفط الخام نشاطاً محدوداً خلال جلسة الثلاثاء، والذي اتسم بإحساس واضح بالترقب في انتظار قرار أوبك المرتقب بشأن استراتيجية العرض المستقبلية.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
خام WTI
يستمر سوق خام WTI بالتحرك في ظروف متقلبة بينما نسعى إلى فهم مسار العمل التالي. والواقع أن المداولات داخل منظمة أوبك تلوح في الأفق، حيث تتصارع المنظمة حول ما إذا كانت ستنفذ تخفيضات الإنتاج استجابة للتراجع الحاد الأخير في الأسعار. علاوة على ذلك، هناك سؤال عالق بشكل كبير يدور حول ما إذا كانت الأسواق تجد نفسها غارقة في منطقة ذروة البيع، وما إذا كانت بحاجة إلى المساعدة من خلال تدخل أوبك.
وما يزيد من تعقيد الوضع هو شبح الركود الاقتصادي الذي يلوح في الأفق، ما يلقي بظلال من عدم اليقين بشأن الطلب في المستقبل. إن المنعطف الحاسم الذي نجد أنفسنا فيه الآن هو محاولة متحمسة لقياس ما إذا كنا قد غامرنا كثيراً. في الوقت الحالي، يظل المستوى 72.50 دولار في الأسفل معقلاً قوياً للدعم، في حين أن المستوى 79.50 دولار في الأعلى بمثابة قلعة مقاومة مهيبة.
خام برنت
عكست أسواق خام برنت نمطاً مشابهاً، حيث تأرجحت ذهاباً وإياباً طوال جلسة التداول، مع التركيز المحوري على المستوى 80 دولار بعيد المنال. في هذا السياق الغامض، لا بد من التدقيق في الوضع من منظور ديناميكيات العرض والطلب. يتمحور الاستفسار المستمر حول ما إذا كانت تخفيضات الأسعار الأخيرة قد نجحت في تحفيز الطلب الكافي. إن شبح الركود الهائل الذي يلوح في الأفق يزيد من تعقيد هذه المعادلة، ما يجعلنا نتأمل في مرونة السوق في مواجهة مثل هذه الشدائد.
تجدر الإشارة إلى أن التقارب الوشيك بين المتوسط المتحرك لـ50 يوماً مع المتوسط المتحرك لـ200 يوم، والذي يشار إليه غالباً باسم "تقاطع الموت"، يشكل مؤشراً فنياً مقلقاً. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن لهذا المؤشر ميل للظهور بشكل متأخر، وغالباً ما يسبق انعكاس السوق. وبالتالي، فإننا نقف عند منعطف يمكن أن تكون فيه عملية صنع القرار في أوبك محورية. إن الموقف الحازم من قبل أوبك على شكل تخفيضات كبيرة في الإنتاج قد يوفر شيئاً من التحسن. علاوة على ذلك، أعتقد أن السوق يواجه حالياً ظروف ذروة البيع، وينتقل إلى مرحلة يمكن تفسيرها على أنها تراكم. ولتأكيد ذلك، يجب أن نخترق المستوى 83 دولار بنجاح، وهو تطور يمكن أن يكون بمثابة علامة تأكيد.