في النهاية، فتحت محاولة اليورو للارتفاع خلال جلسة الإثنين المجال أمام المخاوف المحيطة بالرغبة العالمية بالمخاطرة. وتفاقم الوضع أكثر بسبب غزو إسرائيل نهاية الأسبوع، الأمر الذي أدى إلى عدم اليقين في الأسواق المالية. ونتيجة لذلك، لجأ المستثمرون إلى الدولار الأمريكي، ما أدى إلى تراجع اليورو.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
ورغم أن اليورو يمر حالياً بوضع ذروة البيع، إلا أن التاريخ أثبت أن الانهيارات غالباً ما تحدث في مثل هذه الظروف على وجه التحديد. وبعبارة أخرى، لا تنتعش الأسواق دائماً عندما يكون ذلك متوقعاً.
إذا فشل اليورو في الحفاظ على قوته وتراجع إلى ما دون الانخفاضات الأخيرة، فإن المستوى المهم التالي الذي يجب مراقبته هو المستوى 1.0250، وربما حتى التكافؤ مع الدولار الأمريكي. من المرجح أن يواجه أي ارتفاع قصير المدى في المستقبل القريب تردداً. ومع ذلك، إذا تمكن اليورو من اختراق المستوى 1.06، فقد يستهدف المستوى 1.07، وهو أقرب إلى المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً. إن التحرك إلى ما بعد هذه النقطة من شأنه أن يشير إلى تحول ملحوظ في معنويات السوق.
ومع ذلك، ونظراً للخلفية العالمية الحالية، فمن الصعب أن نتصور سيناريو حيث يتبنى المستثمرون فجأة الأصول عالية المخاطر. من الناحية الأخرى، هناك شعور سائد لصالح الأمان، مع تحول كثيرين إلى الدولار الأميركي وحتى أسواق السندات. ويبدو أن جاذبية كسب عوائد بنسبة 5% من خلال السندات أكثر جاذبية من خوض المخاطر المرتبطة بالأسواق المتقلبة.
وهناك مصدر قلق آخر بالنسبة لليورو وهو التوقعات الاقتصادية للاتحاد الأوروبي، والتي تظهر علامات على التوجه نحو الركود. علاوة على ذلك، يضيف شبح القضايا المتعلقة بالطاقة هذا الشتاء طبقة أخرى من عدم اليقين إلى المعادلة. بمعنى آخر، سيستمر السوق بالنظر نحو الاتحاد الأوروبي باعتباره من المرجح أن يكون ضعيفاً هذا الشتاء. الركود قادم، وبالتالي فإن السوق سوف يفضل الدولار.
في النهاية، فإن الصعوبات التي يواجهها اليورو في الآونة الأخيرة تشكل رمزاً لحالة عدم اليقين السائدة والعزوف عن خوض المجازفة على مستوى العالم، وهو الأمر الذي برز إلى الواجهة. في حين أن العملة قد تكون في منطقة ذروة البيع، فمن الضروري توخي الحذر، حيث أن ديناميكيات السوق غالباً ما تتحدى الحكمة التقليدية. يراقب المستثمرون معدلات الفائدة عن كثب، وخاصة العوائد على السندات لأجل 10 سنوات في الولايات المتحدة وألمانيا، حيث يواصلون تشكيل معنويات السوق. وفي مواجهة العديد من التحديات، يظل مسار اليورو إلى الأمام غير مؤكد، مع احتمال احتفاظ الدولار الأميركي والأصول الآمنة مثل السندات، بجاذبيتها في نظر المستثمرين الذين يفضلون تجنب المخاطرة.