حاول الجنيه البريطاني الارتفاع لفترة قصيرة خلال جلسة الثلاثاء، لكنه واجه مقاومة قوية حول المستوى 1.23 والمستوى 1.2350، والذي يتميز بوجود ذاكرة سوقية كبيرة. وقد أدت التقلبات الأخيرة في السوق إلى ارتداد متواضع، ولكن الدلائل تشير إلى أن البائعين قد يعودون إلى الصورة قريباً. من الجدير بالذكر أن المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً تجاوز المتوسط المتحرك لـ 200 يوم، وهي ظاهرة يشار إليها غالباً باسم "تقاطع الموت". وقد ساهم هذا التطور في حالة التشاؤم السائدة في السوق.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
ما دون المستويات الحالية، ظهر المستوى 1.20 كمنطقة دعم حيوية. ومن المتوقع أن يراقب السوق هذا المستوى عن كثب، في انتظار مؤشرات الزخم التي قد تخترق هذه العتبة في النهاية وتؤدي إلى التحرك نحو المستوى 1.1850. لقد أثبت المستوى 1.1850 تاريخياً أنه منطقة منعطف حاسم، ومن المرجح أن يستمر في المستقبل المنظور. أي شيء دون هذه النقطة يمكن أن يؤدي إلى اضطراب كبير في الأسواق المالية.
على الجانب الآخر، إذا تمكن الجنيه البريطاني من الاختراق فوق المستوى 1.2350، فقد يشير ذلك إلى مسار تصاعدي، حيث تصبح المتوسطات المتحركة معايير مهمة للاختبار. إن الاختراق فوق هذه المتوسطات المتحركة قد يبشر ببداية اتجاه تصاعدي طويل المدى. ومع ذلك، يظل مصير الجنيه متشابكاً مع سوق السندات، وخاصة عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات. ومن شأن ارتفاع العوائد على السندات لأجل 10 سنوات أن يعمل ضد الجنيه البريطاني، لصالح الدولار الأمريكي. يعد هذا جانباً بالغ الأهمية يجب مراقبته، نظراً لمكانته كمعيار يتم تتبعه على نطاق واسع.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مخاوف المملكة المتحدة بشأن علاقتها مع الاتحاد الأوروبي وشبح الركود المحتمل الذي يلوح في الأفق يجعل من المعقول أن نتوقع أن يستمر أداء الدولار الأميركي في التفوق على الجنيه البريطاني. ومع ذلك، يظهر السوق حالياً علامات ذروة البيع، ما يشير إلى فترات محتملة من السلوك المتقلب. بالإضافة إلى ذلك، فإن الإصدار القادم لبيانات التضخم في وقت لاحق من الأسبوع سيكون له بلا شك تأثير كبير على أداء الدولار الأمريكي.
في النهاية، يجد الجنيه البريطاني نفسه عند منعطف حرج، في ظل عوامل مختلفة تساهم في وضعه المتأزم الحالي. في حين أن هناك احتمالية للتحرك التصاعدي، فإن حالة عدم اليقين الاقتصادي السائدة، وتشكيل "تقاطع الموت"، وتأثير عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، تجعل المسار صعباً بالنسبة للجنيه البريطاني. ننصح المستثمرين بتوخي الحذر ومراقبة الوضع الاقتصادي المتطور عن كثب قبل اتخاذ أي قرارات تجارية جوهرية.