مر الجنيه البريطاني بجلسة تداول مضطربة يوم الجمعة، حيث تراجع في البداية وتفاعل بشكل أكبر مع إعلان تقرير الرواتب غير الزراعية. كشف مكتب إحصاءات العمل عن إضافة مثيرة للإعجاب لأكثر من 300 ألف وظيفة جديدة في الولايات المتحدة، أي ما يقارب من ثلاثة أضعاف التوقعات. وأدى ذلك إلى ارتفاع قصير في معدلات الفائدة، ما خلق موجة من النشاط في السوق. ومع ذلك، اتخذ اليوم منعطفاً غير متوقع، ما أثار تساؤلات حول انعكاس الاتجاه المحتمل، حيث شهدنا ارتفاعاً هائلاً للأعلى.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
في حين أن التحول المفاجئ في معنويات السوق يشير إلى حدوث ارتداد، فمن المهم ملاحظة أن من غير المرجح أن يشير ذلك إلى تغير في الاتجاه على المدى الطويل. كان الجنيه البريطاني في منطقة ذروة البيع لفترة طويلة، ما يجعل الارتداد التصحيحي محتملاً.
أحد المستويات الحاسمة التي يجب مراقبتها هو المستوى 1.2350، والذي يمكن أن يكون بمثابة نقطة محورية. أي علامات إرهاق في هذه المنطقة قد تؤدي إلى تجدد الاهتمام بمراكز البيع. ومن الجدير بالذكر أن "تقاطع الموت" حدث مؤخراً عندما تراجع المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً إلى ما دون المتوسط المتحرك لـ 200 يوم، والذي يعتبر عادةً إشارة تنازلية طويلة المدى.
على الجانب الآخر، أظهر المستوى 1.20 دعماً كبيراً وقد أدى بالفعل إلى ارتداد متواضع. من المحتمل أن يستمر هذا المستوى بجذب انتباه السوق كهدف محتمل. يمكن أن يؤدي الاختراق دون المستوى 1.20 إلى اختبار المستوى 1.1850، وهو مستوى دعم مهم تاريخياً يرتبط بانخفاضات التأرجح السابقة والارتدادات الكبيرة. إذا تم اختراق هذا المستوى، فقد يؤدي ذلك إلى موجة بيع أكثر وضوحاً.
ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن الأسواق نادراً ما تتحرك في اتجاه واحد إلى الأبد. ولابد من النظر إلى الارتفاع الحالي في قيمة الجنيه البريطاني باعتباره فرصة للحصول على "الدولار الأمريكي الرخيص" ما لم يحدث تحول جوهري كبير، وهو ما لا يلوح في الأفق حالياً. قد يُعزى بعض رد فعل السوق أيضاً إلى عمليات جني الأرباح قبل عطلة نهاية الأسبوع.
بينما نراقب أداء السوق عن كثب، أحد التفاصيل الجديرة بالملاحظة هو التحدي الذي يواجهه السوق في الاختراق فوق قمة نمط الشهاب الذي تم تشكيله مسبقاً. يمكن أن يكون هذا النمط بمثابة نقطة مقاومة أولية.
في النهاية، اجتاز الجنيه البريطاني يوماً من تقلبات السوق استجابةً لبيانات الوظائف الأمريكية القوية. في حين أن الجنيه قد يشهد انتعاشاً على المدى القصير، من الضروري اتباع على نهج حذر، حيث لا يزال الاتجاه العام غير مؤكد. ستكون مراقبة مستويات الدعم والمقاومة الرئيسية أمراً محورياً في تحديد الاتجاه المستقبلي للعملة، وقد تشير علامات الإرهاق إلى فرص بيع محتملة.