تراجعت أسواق النفط الخام بشكل متواضع بداية جلسة الثلاثاء، ما دفع بعض المستثمرين إلى البحث عن القيمة عند الانخفاضات. لقد كان هذا هو الطريق لبعض الوقت، وتستمر جلسة الثلاثاء برؤية تأثير هذا الموقف في الأسواق.
أظهر سوق خام WTI علامات التقلب خلال جلسة الثلاثاء. ومع ذلك، سرعان ما عاد المشترون الصامدون إلى السوق، ما يعكس المخاوف السائدة بشأن العرض والتوترات الجيوسياسية الكبيرة. يبدو من المحتم أن ينتعش هذا السوق وربما أن يرتفع. يلوح المستوى 90 دولار في الأفق باعتباره مستوى مهم نفسياً، مع إمكانية الارتفاع نحو المستوى 95 دولار.
في الأسفل، يستعد المتوسط المتحرك لـ50 يوماً لتقديم الدعم. وطالما ظلت الأسعار أعلى من هذا المستوى، فإن هناك مجموعة كبيرة من المشترين المتحمسين للاستفادة مما يعتبرونه "النفط الرخيص". سيؤدي الاختراق دون هذا الدعم إلى تحويل التركيز نحو المتوسط المتحرك لـ 200 يوم، ما يوفر شبكة أمان كبيرة. أي شيء دون ذلك لن يكون تنازلياً فحسب، بل سيكون كارثياً بالنسبة للحركة التصاعدية. (وهو غير محتمل جداً في هذه المرحلة.)
كما أظهر سوق برنت مرونة، حيث اجتذب المشترين الذين يبحثون عن القيمة في النطاق السعري المنخفض. على المدى الطويل، يبدو أن السوق مستعد لاستهداف المستوى 95 دولار، على الرغم من أن تحقيق هذا الإنجاز قد يتطلب بعض الوقت. قد يؤدي الاختراق ما دون المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً إلى تفعيل المتوسط المتحرك لـ 200 يوم.
في الوضع الحالي، يبدو بيع النفط خطوة غير حكيمة. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن هذا لا يضمن ارتفاعاً فورياً في الأسعار. توقع استمرار التقلبات، ما قد يوفر فرصاً عديدة للمتداولين على المدى القصير. ومع ذلك، ومن منظور أوسع، فإن الاتجاه السائد هو بلا شك تصاعدي.
يظل النمو الاقتصادي العالمي عاملا حاسما ينبغي رصده في هذا السياق. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بشكل كبير على أسواق النفط. وتؤكد هذه الديناميكيات المتعددة الأوجه الطبيعة المعقدة لسوق السلع الأساسية.
في النهاية، لم يمنع التراجع الأخير في أسعار النفط الخام المشترين الذين يتوقون للاستفادة من القيمة المتصورة. وتشير المخاوف المتعلقة بالإمدادات والتوترات الجيوسياسية ومستويات الدعم الفني إلى ارتفاع محتمل في أسعار النفط. يمكن للمتداولين على المدى القصير توقع التقلبات، في حين من المرجح أن ينظر المستثمرون على المدى الطويل إلى السوق بتحيز تصاعدي. مع استمرار السوق بالتطور، يظل الاهتمام بالنمو الاقتصادي العالمي والتطورات الجيوسياسية أمراً بالغ الأهمية.
