تراجعت أسواق النفط الخام بشكل متواضع خلال جلسة الأربعاء، حيث يحوم خام WTI وخام برنت بالقرب من المتوسطات المتحركة لـ50 يوماً. وتأتي هذه الخطوة على خلفية التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط، وفي المقام الأول الصراع بين إسرائيل وحماس.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
أظهر خام WTI، وهو مؤشر رئيسي لقطاع الطاقة، علامات على اختبار المتوسط المتحرك لـ50 يوماً، وهو معيار تحليل فني مهم. كان هذا التطور متوقعاً إلى حدٍ ما، نظراً لأهمية المتوسط المتحرك لـ50 يوماً. ومع ذلك، هناك فجوة كبيرة تلوح في الأفق ما دون المستويات الحالية، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان سيتم ملء هذا الفراغ قبل حدوث انعكاس محتمل.
القلق الرئيسي هو أن التقلبات الأخيرة في السوق مدفوعة في المقام الأول بالصراع في الشرق الأوسط. وقد أدت التوترات المتصاعدة إلى ضخ الكثير من عدم اليقين في ديناميكيات إمدادات النفط الخام. والسؤال المحوري الآن يدور حول ما إذا كانت إيران سوف تتورط في هذه الأزمة، لأن ذلك قد يؤثر بشكل كبير على تدفقات النفط، وخاصة إلى الصين. ونتيجة لذلك، يجد السوق نفسه في حالة من التقلب، تتسم بعدم اليقين بشأن ديناميكيات العرض والطلب. وفي الوقت الحالي، يظل وضع السوق محايداً نسبياً.
عند الانتقال إلى سوق برنت، نرى أنه شهد تراجعاً مشابهاً ما دون المتوسط المتحرك لـ50 يوماً خلال جلسة الأربعاء. ما دون هذا المستوى توجد فجوة ملحوظة، والتي يدعمها أيضاً المتوسط المتحرك لـ 200 يوم. وبينما يبدو من المحتمل حدوث ارتفاع في نهاية المطاف، إلا أن الجو الحالي يتميز بميول "الانتظار والترقب" الحذرة. إن الوضع في الشرق الأوسط مليء بالشكوك، بما في ذلك المخاوف بشأن تورط إيران والدول المجاورة الأخرى في الصراع. ومن المحتمل أن يؤدي تراجع التوترات إلى فرض ضغوط تنازلية على أسعار النفط. بالمقابل، فإن الاختراق فوق أعلى نقطة من جلسة الإثنين قد يدفع أسعار النفط نحو المستوى 95 دولار.
في النهاية، تعيش أسواق النفط الخام حالياً حالة من الحياد، في انتظار الوضوح على جبهات متعددة. لقد أدى الصراع في الشرق الأوسط، إلى جانب شبح التدخل الإيراني الذي يلوح في الأفق، إلى خلق بيئة من عدم اليقين. يراقب المشاركون في السوق جيداً التطورات وتوازن العرض والطلب. وبينما تبدو التوقعات الحالية غامضة إلى حدٍ ما، لا تزال هناك إمكانية لارتفاع أسعار النفط في المستقبل. ومع ذلك، فإن أي اختراق كبير دون مستويات الدعم الأخيرة يمكن أن يفتح الباب أمام تراجع الأسعار، ما يؤكد هشاشة الوضع الحالي. يستمر المستثمرون والمتداولون في التحرك في هذه الأوضاع المضطربة مع مراقبة التطورات الجيوسياسية.