شكلت أسواق الذهب فجوة كبيرة بداية جلسة الإثنين بعد غزو حركة حماس لإسرائيل في نهاية الأسبوع. ومع اندلاع الحرب في المنطقة، سعى المستثمرون إلى اللجوء إلى أصول الملاذ الآمن، وبرز الذهب، المعروف بجاذبيته الآمنة على المدى الطويل، إلى دائرة الضوء. ومع ذلك، على الرغم من الارتفاع الفوري، لا يزال سوق الذهب يواجه اتجاهاً تنازلياً مستمراً.
الإشارة الفنية التي تلوح في الأفق والتي يجب مراقبتها هي التشكيل المحتمل لـ "تقاطع الموت"، حيث يقترب المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً من المتوسط المتحرك لـ 200 يوم. يُنظر إلى هذا التقاطع عموماً على أنه إشارة تنازلية، ما قد يدفع المتداولين على المدى الطويل إلى اتخاذ إجراءات بناءً على المؤشرات الفنية. إذا ظهرت هذه الإشارة، فمن المعقول أن يستعيد الذهب مكاسبه الأخيرة وقد يعود إلى المستوى 1800 دولار.
يعتبر المستوى 1800 دولار رقماً ذا أهمية نفسية ويمثل الدعم السابق. وبالتالي، من المرجح أن يحظى باهتمام كبير من المتداولين، بما في ذلك النشاط المتعلق بالخيارات. بمعنى آخر، من المحتمل أن تتسبب المنطقة بحدوث قاع من نوعٍ ما.
ومع ذلك، إذا استمر الارتفاع من النقطة الحالية، فقد يكون للمستوى 1900 دولار في الأعلى دور كحاجز مقاومة. من الضروري أن ندرك أن الميول السائدة تدور حول مسألة ما إذا كان المستثمرون يمكن أن يشعروا بالأمان عند امتلاك أصول أخرى غير الدولار الأمريكي. تستمر معدلات الفائدة بممارسة تأثير كبير على ديناميكيات السوق. تميل معدلات الفائدة المرتفعة إلى تقليل جاذبية الذهب، حيث يصبح الاحتفاظ بالأصول الورقية أكثر ربحية من تخزين المعادن المادية، ما يتكبد تكاليف التخزين.
من خلال النظر إلى هذه العوامل، من الحكمة التعامل مع سوق الذهب بحذر. ولا تزال احتمالية التقلبات مرتفعة في الأيام المقبلة، خاصة في ظل خلفية الصراع المستمر واستجابة السوق له. في حين أن الارتفاع الأخير قد يقدم بعض التفاؤل للحركة التصاعدية على الذهب، إلا أن الاتجاه الأوسع لا يزال تنازلياً.
في النهاية، فإن ارتفاع الذهب الكبير رداً على الصراع بين إسرائيل وحماس يسلط الضوء على مكانته الدائمة كأصل ملاذ آمن. ومع ذلك، فإن الإشارات الفنية مثل "تقاطع الموت" تلوح في الأفق، ما يشير إلى أن الاتجاه طويل المدى لا يزال تنازلياً. يتم التركيز على المستوى 1800 دولار، وهو منطقة دعم رئيسية، ولكن على المتداولين مراقبة احتمالية المقاومة عند المستوى 1900 دولار. في النهاية، ستستمر معدلات الفائدة بلعب دور محوري في تشكيل مسار الذهب المستقبلي، ما يجعلها سوقاً تحتول اهتمام كبير وحذر للمستثمرين.
