تعافى اليورو بشكل متواضع خلال جلسة الجمعة، ما عزز الآمال بحدوث انتعاش محتمل. ومع ذلك، على المستثمرين البقاء حذرين، حيث تلوح في الأفق علامات التردد بشأن المستقبل القريب للسوق. ويؤكد حدوث "تقاطع الموت" المخيف مؤخراً على استمرار الاتجاه التنازلي على المدى الطويل. ومع ذلك، فمن الجدير بالذكر أن اليورو وجد دعماً عند المستوى النفسي المهم عند 1.05، ما منع المزيد من التراجع. وفي حالة اختراق هذا المستوى، فإن التراجع إلى المستوى 1.0250 وحتى التعادل مع الدولار الأمريكي يمكن أن يصبح حقيقة قوية.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
من الحقائق الأساسية أن الأسواق المالية لا تتبع مساراً أحادي الاتجاه إلى أجل غير مسمى، لذلك من المتوقع حدوث انتعاشات متقطعة. ومع ذلك، فإن المسار العام لليورو لا يزال تنازلياً، مدعوماً بالعديد من العوامل الأساسية. وتتمثل أحد العوامل الرئيسية في الركود الوشيك في الاتحاد الأوروبي، وهو ما يلقي بظلال من عدم اليقين على الاستقرار الاقتصادي في المنطقة. علاوة على ذلك، فإن التزام بنك الاحتياطي الفيدرالي الثابت بالحفاظ على سياسة معدلات الفائدة المتشددة يزيد الضغط على توقعات اليورو. وطالما استمرت هذه الظروف، فمن المحتمل جداً أن يقابل كل ارتفاع في النهاية ضغوط بيع. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أنه تاريخياً، غالباً ما تشهد عمليات البيع الكبرى انعكاسات غير متوقعة، ما يوفر للمتداولين مجالات قصيرة من الفرص.
فيما يتعلق بفكرة شراء اليورو في الوقت الحاضر، فمن الصعب تصور سيناريو يكون فيه ذلك خياراً ممكناً. قد نحتاج إلى سبب مقنع لتبرير مثل هذه الخطوة، والذي قد يتضمن اختراق المقاومة عند المستوى 1.07، مصحوباً بتحول كبير في المشهد الأساسي. وقد يستلزم هذا تراجعاً مفاجئاً في معدلات الفائدة الأمريكية أو تغيراً ملحوظاً في موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي، وكلاهما غير مرجح في المناخ الاقتصادي الحالي. ولذلك، فإن الإستراتيجية الأكثر حكمة في هذه المرحلة هي الحذر والاستمرار ببيع الارتفاعات حتى يحدث تغيير جوهري في ديناميكيات السوق.
في النهاية فإن المحاولة الأخيرة التي بذلها اليورو للتعافي، رغم ظهور علامات الحركة، قوبلت بالتردد في مواجهة الاتجاه التنازلي السائد. إن تشكيل "تقاطع الموت" والعوامل الأساسية مثل الركود في الاتحاد الأوروبي وسياسة معدلات الفائدة التي ينتهجها بنك الاحتياطي الفيدرالي ترسم صورة تنازلية للعملة. على المتداولين التعامل مع السوق بحذر، حيث أن أي انعكاسات محتملة ستتطلب تحولات كبيرة في الظروف الاقتصادية الأساسية. وحتى ذلك الحين، يظل النهج الحكيم هو البيع عند الارتفاعات، مع مراقبة مشهد السوق المتطور باستمرار.