تميزت جلسة التداول الأخيرة للجنيه البريطاني يوم الإثنين بمحاولة للارتفاع، والتي أدت في النهاية إلى ارتداد، ما يعكس حالة عدم اليقين الشاملة في السوق. نظرة سريعة على الرسم البياني تكشف أن العملة تعيش في وضع محفوف بالمخاطر، ما يشير إلى احتمال تراجعها نحو المستوى 1.2350، وهي نقطة محورية كانت مهمة في السابق كمستوى دعم كبير. وفي حال فشل هذا المستوى في الصمود أمام ضغوط البيع، فإنه يفتح الباب للمزيد من التراجعات، مع احتمال التوجه نحو المستوى المهم نفسياً عند 1.20.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
تجدر الإشارة إلى أن الارتفاع الكبير لا يبدو وشيكاً في الصورة الحالية. ومع ذلك، من الضروري أن نبقي يقظين لأي اختراق محتمل فوق المستوى 1.25، حيث أن مثل هذا التطور قد يشير إلى انعكاس محتمل لهذا الزوج. من الجدير بالذكر أن الدولار الأمريكي يتمتع بسمعة طيبة باعتباره عملة ملاذ آمن، وخلال فترات عدم اليقين، فإن ذلك يميل إلى جذب المستثمرين الباحثين عن ملجأ. علاوة على ذلك، كان الارتفاع في معدلات الفائدة قصيرة الأجل سبباً في تعزيز جاذبية الدولار الأميركي مقارنة بالعملات الأخرى.
ومع ذلك، فإن كل اهتمام السوق منصب بقوة على قرار معدلات الفائدة الوشيك، خاصة في ضوء العقود الآجلة لصندوق الاحتياطي الفيدرالي التي تشير إلى فرصة بنسبة 3٪ فقط لرفع معدلات الفائدة. يركز هذا السيناريو بشكل كبير على تصريحات وتصرفات جيروم باول، حيث من المتوقع أن يواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع معدلات الفائدة، مدفوعاً بالارتفاع الكبير بنسبة 28٪ في أسعار النفط هذا العام، ما يحمل آثاراً تضخمية. ومع ذلك، تظل هناك فجوة كبيرة بين الموقف الحالي للاحتياطي الفيدرالي وأهدافه السياسية النهائية.
إذا استسلم المستوى 1.23 لضغوط البيع، فإنه يمتلك القدرة على بدء حركة تنازلية متتالية، ومن المحتمل أن يستهدف المستوى الدعم الهائل عند 1.20. يواجه الجنيه البريطاني أداءً ضعيفاً، متأثراً إلى حدٍ كبير بتباطؤ الاقتصاد البريطاني والمخاوف المحيطة بالركود المحتمل في الاتحاد الأوروبي، والذي يؤثر بشكل كبير على التوقعات الاقتصادية للمملكة المتحدة.
في النهاية، يجد الجنيه البريطاني نفسه في وضع محفوف بعدم اليقين والهشاشة، كما يتضح من سلوكه التداولي الأخير يوم الإثنين. للمستوى 1.2350 بأهمية حاسمة، وأي اختراق لهذا المستوى قد يمهد الطريق للمزيد من الانخفاضات. في حين أن الارتفاع الكبير قد لا يكون وشيكاً، إلا أن الاختراق فوق المستوى 1.25 يستدعي التدقيق الحاسم، نظراً لوضع الدولار الأمريكي كعملة ملاذ آمن وديناميكيات معدلات الفائدة المتطورة. في النهاية، تستمر العوامل الخارجية، بما في ذلك الوضع الاقتصادي داخل الاتحاد الأوروبي، بممارسة تأثير كبير على أداء الجنيه البريطاني. وهذا يؤكد أهمية اعتماد نهج حذر عند التعامل مع هذا الوضع المعقد للعملة.