ارتفع الجنيه البريطاني بداية جلسة الخميس، ولكنه يُظهر بالفعل علامات التردد. يمكن القول أن هذا السوق كان تنازلياً بشكل مفرط، ولن يكون الانعكاس على المدى القصير مفاجئاً. ومع ذلك، نظراً إلى الظروف الصعبة في المملكة المتحدة والركود الشديد المتوقع في الاتحاد الأوروبي هذا الشتاء، فإن التراجع طويل المدى في الجنيه البريطاني يبدو معقولاً.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
يبقي بنك إنجلترا على موقف متساهل، وهو يتناقض مع السياسة النقدية الصارمة التي ينتهجها بنك الاحتياطي الفيدرالي. من المرجح أن يدفع هذا الاختلاف السوق نحو المستوى 1.20، وهو رقم كبير ومهم نفسياً. قد يمهد اختراق هذا المستوى الطريق للمزيد من التراجع إلى المستوى 1.1850. ومن المتوقع أن تواجه أي ارتفاعات مقاومة عند المستوى 1.2350، وهي منطقة ذات أهمية تاريخية. يستعد السوق لمواصلة مساره التنازلي، وقد يؤدي الاختراق فوق مستوى المقاومة إلى تغيير ديناميكيات السوق. حالياً، السوق على وشك تجربة "تقاطع الموت"، وهو مؤشر فني يقع فيه المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً دون المتوسط المتحرك لـ 200 يوم، ما يشير إلى اتجاه تنازلي طويل الأمد.
في النهاية، أعتقد أن الجنيه البريطاني هو العملة التي تواجه الكثير من الرياح المعاكسة، ولا أرى كيف يمكن أن يتغير هذا الوضع قريباً. ومع ذلك، فإن هذا السوق أيضاً لديه الكثير من الضغوط الخارجية، وليس أقلها الأسئلة التي تدور في الاتحاد الأوروبي، والذي يعد بالطبع خارج عن سيطرة لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا. يبدو أن الاقتصاد البريطاني يتباطأ، ويمكن أن يسبب ذلك بحد ذاته بعض المشاكل للجنيه البريطاني أيضاً.
على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، هناك بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يتطلع إلى البقاء "متشدداً لفترة أطول"، ولهذا بالطبع تأثير ضار للغاية على العملات المقاسة مقابل الدولار الأمريكي حيث ستزداد قوة الدولار الأمريكي بسبب تلك المعدلات المرتفعة. لهذا السبب، أعتقد أن لدينا وضع سوف يكون فيه على المتداولين النظر إلى السوق من منظور العثور على "دولار أمريكي رخيص"، والبيع في هذا السوق في كل مرة يظهر فيها علامات الإرهاق بعد تقدم قصير المدى. على المدى الطويل، من المحتمل جداً أن نتجه نحو المستوى 1.1850، ولكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت للوصول إلى هناك، حيث أن التمدد المفرط لضغوط البيع قد يجد صعوبة بعض الشيء في الاستمرار باتجاه واحد على المدى القصير.