ظلت تداولات النفط الخام هادئة نسبياً خلال جلسة الإثنين، في إشارة إلى تحول وشيك في ديناميكيات السوق. يعد الدمج في أسواق خام WTI وخام برنت هو القاعدة.
شهد سوق خام WTI ارتفاعاً طفيفاً في وقت مبكر من جلسة الإثنين وسط اضطرابات السوق المستمرة. وقد لاحظ المراقبون سلوك السوق المضطرب، ولكن برز أمر معين: وهو أن المتداولين على استعداد للانضمام إلى الحركة عند أول علامة على التحول التنازلي. لا يزال وضع العرض يشكل مصدر قلق رئيسي، وقد شهدت الأيام الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار النفط.
ومع ذلك، من الضروري أن نتذكر أن الأسواق لا تتحرك إلى أجل غير مسمى في اتجاه واحد. من المتوقع أن يجذب الارتداد نحو المستوى 85 دولار اهتماماً كبيراً، مع التركيز لاحقاً على المستوى 83 دولار. على الرغم من احتمالية حدوث تقلبات في السوق، إلا أن البيع على المكشوف في السوق لا يبدو استراتيجية حكيمة نظراً لمرونته الحالية.
وفي الوقت نفسه، تظهر أسواق خام برنت مرونة، حيث تتحرك حول المستوى 90 دولار المهم نفسياً. وقد شهد هذا المستوى مؤخراً تقلبات كبيرة، ما يؤكد أهميته بالنسبة للمتداولين. على غرار خام WTI، حافظ خام برنت على مسار تصاعدي، ما يشير إلى تحول في معنويات السوق، بشكل يصعب التغاضي عنه.
من الجدير بالذكر أن كلا درجتي النفط الخام شهدتا مؤخراً "تقاطعاً ذهبياً"، مع تجاوز المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً فوق المتوسط المتحرك لـ 200 يوم. تؤكد هذه الإشارة الفنية النظرة التصاعدية للسوق على المدى الطويل.
في الصورة الأكبر، يبقي سوق النفط على تفاؤله، حيث تقوم روسيا والمملكة العربية السعودية بتقييد إمدادات النفط بشكل استراتيجي. ويشير التزامهم بخفض الانتاج الطوعي إلى التزامهم برفع الأسعار. ومع ذلك، قد تكون الأمر سيئة إذا تباطأ الاقتصاد العالمي في نهاية الأمر. في الوقت الحالي، يظل التركيز على المسار التصاعدي.
ومع ذلك، يجب الاستعداد لرحلة وعرة في سوق النفط خلال الأشهر المقبلة. من المتوقع أن يكون التقلب رفيقاً دائماً مع تطور ديناميكيات السوق. إن الطريق أمام أسعار النفط الخام يتسم بعدم اليقين، ولكن الميول التصاعدية السائدة، مدعومة بتعديلات العرض الاستراتيجية، هي السائدة. وإذا تمكنا من تجنب الركود، فإن هذا لن يؤدي إلا إلى تعزيز الأسعار في هذا القطاع. كما يجب أن نتذكر أيضاً أن على الأمريكيين استبدال الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الذي أفرغته إدارة بايدن العام الماضي.
