أظهر الجنيه البريطاني حركة تصاعدية سريعة استجابة لقراءات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) الأخيرة من الولايات المتحدة، إلى جانب بيانات مطالبات البطالة. على الرغم من هذا الارتفاع الأولي، يبدو أن زخم السوق غير كافٍ للحفاظ على مزيد من الاتجاه التصاعدي. يبدو أن المتوسط المتحرك لـ50 يوماً يمارس قوة جذب على حركة السعر. في الوقت الحالي، تسود مرحلة التماسك فوق المستوى الهام 1.2650 مباشرةً - وهي منطقة ذات أهمية تمت إعادة النظر فيها في مناسبات متعددة.
يفرض السياق الأوسع أن التراجع إلى ما دون المستوى 1.2650 سيقدم اعتبارات تشمل خط الاتجاه الصاعد والمتوسط المتحرك لـ 200 يوم، وكلاهما يحمل احتمالية كمستويات دعم. مع ذلك، فإن الاختراق الحاسم ما دون المتوسط المتحرك لـ 200 يوم قد يشير إلى تحول في الاتجاه، ما قد يؤدي إلى تراجع أكثر أهمية. إلى أن يتكشف مثل هذا السيناريو، تبدو ظروف السوق السائدة مواتية لحركة جانبية أو نمط من فرص الشراء أثناء ارتدادات الأسعار - تطبيق نهج "الشراء عند الانخفاضات".
وتكون هناك احتمالية للتحرك التصاعدي إلى المستوى 1.28 عند الاختراق فوق منطقة التماسك الحالية. يؤدي هذا إلى احتمالية الوصول إلى المستوى المهم نفسياً 1.30. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الإنجاز قد يتطلب الكثير من جهود السوق، نظراً للضجيج التاريخي والأهمية حول هذا المستوى. علاوة على ذلك، فإن التحرك المستمر بعد المستوى 1.30 يمكن أن يمهد الطريق للمزيد من المكاسب، مع ظهور المستوى 1.3150 كهدف لاحق.
تميل السياسات النقدية لكل من بنك إنجلترا والاحتياطي الفيدرالي نحو الحفاظ على مواقف متشددة نسبياً. وقد أدى ذلك إلى تضاؤل التفاوت بين العملتين. وبالتالي، يتميز مشهد السوق بأنماط تداول متقلبة وجانبية. على الرغم من ذلك، فإن الاتجاه السائد يحتفظ بميل تصاعدي، ويفضل الجنيه إلى حدٍ ما.
ومن المثير للاهتمام أن بيئات السياسة النقدية المماثلة لبنك إنجلترا والاحتياطي الفيدرالي توفر مؤشرات ثانوية للمشهد العام للعملة. في حين أن التفاعل المحدد بين العملتين قد لا يكون محور التركيز الأساسي، إلا أن أدائها النسبي مقابل العملات الأخرى يقدم نظرة ثاقبة لاتجاهات السوق الأوسع.
باختصار، تؤكد استجابة الجنيه البريطاني للبيانات الأمريكية الأخيرة على احتمالية تحقيق المزيد من المكاسب. مرحلة التماسك بالقرب من المستوى 1.2650 تمهد الطريق لفرص الاختراق المحتملة. تشير بيئة السوق، التي تتميز بسياسات نقدية متوازنة واتجاه تصاعدي سائد، إلى توقعات تصاعدية حذرة. مع استمرار المشاركين في السوق في مراقبة المستويات الرئيسية وإصدارات البيانات، قد يكون الأداء الأوسع للجنيه البريطاني بمثابة مقياس قيم لديناميكيات العملة الأوسع.
